شجرة الأركان بالمغرب بين تهديدات المناخ وضغوط السوق

نبيلة الدلال
تواجه شجرة الأركان في المغرب، التي يُحتفى بها عالمياً في 10 ماي من كل عام، تحديات متزايدة تهدد استدامة هذه السلسلة الإنتاجية الحيوية، أبرزها الجفاف، والرعي الجائر، والتوسع العمراني، ما يُنذر بتراجع هذا القطاع الحيوي الذي يشغل آلاف الأسر القروية.
وبحسب معطيات رسمية تعود إلى سنة 2019، حققت سلسلة إنتاج الأركان رقم معاملات بلغ حوالي 1139 مليون درهم، بعد بلوغ الإنتاج نحو 5640 طناً. وتُشكل هذه “الشجرة المباركة”، المصنفة تراثاً ثقافياً لا مادياً من طرف منظمة اليونسكو، مصدر رزق لحوالي 25 ألف شخص، غالبيتهم من النساء في المناطق القروية.
لكن اليوم، تواجه هذه الشجرة مخاطر بيئية وبشرية تقوّض إمكانات إنتاجها وتثمينها. وفي هذا السياق، عبّر عبد الحق عتيق، مسير تعاونية متخصصة في إنتاج زيت الأركان، عن قلقه من تراجع الإنتاج بشكل واضح، بسبب التغيرات المناخية واستمرار الممارسات غير المنظمة، مثل الاحتكار من قبل وسطاء يرفعون الأسعار إلى مستويات قياسية، تصل إلى 600 درهم للتر الواحد من زيت الأركان الموجه للأكل، و800 درهم لمنتجات التجميل.
وأشار عتيق إلى أن التعاونيات تعاني من ضعف في القدرات التنافسية والإنتاجية، رغم مساهمتها الهامة في تشغيل النساء القرويات، في وقت تستحوذ فيه شركات كبرى على حصة الأسد من التصدير نحو الخارج.
ومن جهته، أكد عمر السعيدي، عضو تعاونية في منطقة أسني، أن الجفاف وممارسات الرعي غير المنظم فاقمت من تدهور الإنتاج، لكنه أبدى بعض الأمل بعد التساقطات الأخيرة التي قد تنعش المحصول هذه السنة. واقترح السعيدي إجراء دراسات تقنية لاستكشاف إمكانية نقل زراعة شجرة الأركان إلى مناطق خارج نطاقها التقليدي، مثل جهة سوس ماسة، دعماً لاستدامة السلسلة في ظل مناخ متقلب.
وأشار المتحدث إلى أن شروط التصدير الصارمة تضعف فرص التعاونيات الصغيرة في ولوج الأسواق الدولية، وهو ما يزيد من حدة المنافسة في ظل محدودية الإنتاج وغلاء المادة الخام.