تستعد جمعية آباء وأصدقاء الأطفال المعاقين ذهنياً لتنظيم وقفة احتجاجية غدا الخميس 15 ماي 2025 أمام مقر وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بالرباط، من الساعة الحادية عشرة صباحاً حتى الواحدة ظهراً، وذلك احتجاجاً على تأخر صرف منحة التمدرس الخاصة بالموسم الحالي، مما أدى إلى شلل في أنشطة الجمعية وتعطيل الخدمات المقدمة للأطفال.
وأوضح بلاغ للجمعية حصلت عليه الجريدة أن الأزمة المالية الناجمة عن عدم تسليم المنحة تسببت في “توقف شبه كلي” للبرامج التربوية والعلاجية، مع تحذير من تداعيات خطيرة على استقرار الأطر العاملة وحقوق المستفيدين. وطالبت الجمعية بـ”تدخل عاجل” لإنقاذها من الانهيار، معتبرة أن الوضع الحالي “مجحف” ويُهدد مستقبل مئات الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم.
من جهتها، ربطت وزارة التضامن صرف منحة عام 2024 بتسوية وضعية مالية عالقة مع الجمعية، حيث أفاد مصدر مسؤول بالوزارة لـ”أنفاس بريس” أن هناك فائضاً مالياً قدره 3.7 مليون درهم متراكم منذ 2020 حتى 2022، مشدداً على ضرورة التزام الجمعية بـ”بنود دفتر التحملات واتفاقية الشراكة وقانون مؤسسات الرعاية الاجتماعية (14-05)”. وأكد المصدر أن إدارة التعاون الوطني أبدت مراراً انفتاحها لتسوية الأزمة عبر مراسلات مباشرة مع رئيس الجمعية.
بالمقابل، دحض رضوان علي، رئيس الجمعية، مزاعم وجود فائض مالي، مشيراً إلى أن الاتفاقية الموقعة مع التعاون الوطني تنظم آلية الصرف، وأن الوزارة هي من “تعطل المصادقة على التسويات”. وأكد أن الوضع المالي للجمعية “سليم”، وأن التعطيل الإداري يُفاقم معاناة الأسر ويُعرض الأطفال لخطر الحرمان من الرعاية الأساسية.
تُسلط الأزمة الضوء على إشكالية تمويل الجمعيات العاملة في مجال الإعاقة، وسط غياب حلول مستدامة تضمن استمرارية الخدمات لأكثر الفئات هشاشة. وتتوجه الأنظار نحو الوقفة الاحتجاجية المزمعة، والتي قد تشكل ضغطاً لإنهاء النزاع قبل تفاقم تداعياته الإنسانية.
في وقت تتقاذف الجهات المسؤولة والجمعية مسؤولية الأزمة، يبقى الأطفال ذوو الإعاقة الذهنية وأسرهم هم الضحية الأولى لتباطؤ الحلول. فهل تنجح الوقفة الاحتجاجية في كسر الصمت أم ستضيع الحقوق بين رتابة البيروقراطية؟
