
شهدت قاعة محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، اليوم الجمعة، فصولًا جديدة من ملف “إسكوبار الصحراء”، بعدما أدلى سعيد الناصري، رئيس نادي الوداد الرياضي، بمعطيات مثيرة تتعلق بصهره، الذي ورد اسمه ضمن هذا الملف الشائك والمعقد.
الناصري، في شهادته، لم يتردد في كشف تفاصيل شخصية وعائلية حساسة، مؤكداً أن صهره استُغل في هذا الملف وأن أقواله لم تكن نابعة من إرادته، بل نتيجة لضغوط قال إنها مورست عليه أثناء الاستماع إليه من طرف الشرطة، وذهب إلى حد التلميح بوجود “شيك” كان وراء تلك الضغوط.
وأوضح الناصري أن صهره، الذي زُعم أنه كان مديرًا للمركب الرياضي محمد بنجلون، لم يسبق له أن شغل أي منصب داخل نادي الوداد، بل وصفه بـ”المخزني” المتقاعد، نافياً أي علاقة له بالنادي. كما قدم وثائق إشهاد موقعة من أعضاء ومسؤولين داخل الوداد لدحض ادعاءات صهره، مؤكداً أن مدير الوداد الحقيقي معروف ومرافق دائم للفريق.
وفي خضم شهادته، رسم الناصري صورة متوترة لعلاقته بصهره، مشيرًا إلى أن هذا الأخير كان يضايق شقيقته، ما دفعه لتوظيفه كمستخدم لديه بعد تقاعده من القوات المساعدة ، ليس داخل الوداد بل في إطار شخصي، ومنحه سيارة وراتبًا بهدف إبعاده عن أسرته.
الناصري لم يقف عند هذا الحد، بل دافع بشدة عن موقفه في عدد من النقاط المرتبطة بالملف، خاصة ما يتعلق بالسيارات الموجودة بملعب بنجلون، والتي أكد أنه اقتناها من صديقه محمد مهدوب، وليس من الحاج بن إبراهيم، كما أشيع. وأضاف أنه يتوفر على أكثر من عشر شهادات لأشخاص حضروا عملية الشراء، سبق أن قدمها للضابطة القضائية التي -حسب تعبيره– رفضت ضمها للملف، متعهدًا بتقديمها مجددًا أمام المحكمة.
أما بخصوص ما نُسب إليه من تدخل في توجيه أشخاص إلى وكالة تأمين معينة، فقد نفى ذلك بشكل قاطع، موضحًا أن صاحب الوكالة، المسمى العباسي، بدوره فند هذه الإدعاءات في محاضر الشرطة.
وختم الناصري مداخلته بالإشارة إلى شهادة مصطفى مهدوب، نجل صديقه الراحل، والتي جاءت مطابقة لروايته أمام المحكمة.
شهادة الناصري، التي جمعت بين التوضيح القانوني والدفاع الذاتي، أضفت أبعادًا جديدة على ملف “إسكوبار الصحراء”، خصوصًا مع دخوله في تفاصيل علاقات شخصية وتحركات إدارية ومالية، في مشهد يعكس تداخل العائلي بالجنائي، والرياضي بالقضائي.
وفي انتظار ما ستسفر عنه الجلسات المقبلة، تبقى القضية مفتوحة على كل الاحتمالات، وسط ترقب كبير من الرأي العام، المهتم بمآلات واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في الساحة الوطنية.