
في خطوة تعكس متانة العلاقات الروحية والدينية بين المملكة المغربية وجمهورية كازاخستان، أشاد المفتي العام ورئيس الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان، نوريزباي حاج تاغانولي أوتبينوف، بالدور الريادي الذي يضطلع به المغرب في مجال مكافحة التطرف الديني، وتعزيز قيم السلام والحوار بين الأديان والثقافات.
جاء ذلك خلال لقاء رسمي جمع المفتي العام بسفير المملكة المغربية في أستانا، محمد رشيد معنينو، حيث عبّر أوتبينوف عن اعتزازه بالتجربة المغربية الفريدة في تدبير الشأن الديني، مشيداً بالدور الروحي البارز للمملكة، تحت القيادة الرشيدة لأمير المؤمنين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأكد المسؤول الكازاخي أن المغرب يعد نموذجاً يحتذى به في نشر ثقافة الاعتدال والتسامح، مشيراً إلى القيم المشتركة التي تجمع بين الشعبين، المستمدة من تعاليم الإسلام السمحة.
وعرف اللقاء مبادرة لافتة من السفير المغربي، تمثلت في تسليم هبة من نسخ المصحف الشريف الصادرة عن مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، لفائدة الإدارة الدينية لمسلمي كازاخستان. وتأتي هذه المبادرة في إطار الترويج للنموذج المغربي في تدبير الحقل الديني، وتنزيلاً للتوجيهات الملكية السامية، وحرصاً على تقوية أواصر التعاون بين البلدين في هذا المجال الحيوي.
وفي تصريح بالمناسبة، أكد السفير معنينو على أهمية العلاقات الروحية التي تربط الرباط بأستانا، مشيداً بنتائج الزيارة التي قام بها نائب الوزير الأول ووزير خارجية كازاخستان إلى المغرب في فبراير الماضي، والتي شكلت منعطفاً جديداً نحو شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد.
كما جدد السفير استعداد السفارة المغربية لدعم برامج الإدارة الدينية، والمشاركة الفعالة في أنشطتها، مثمناً الحضور المغربي المتواصل في مختلف المحافل الدينية التي تحتضنها كازاخستان.
وفي سياق متصل، أعرب معنينو عن تطلع المملكة إلى نجاح المؤتمر الثامن لزعماء الأديان العالمية والتقليدية، المرتقب تنظيمه في العاصمة أستانا مطلع شتنبر المقبل، مؤكداً أن مثل هذه الفعاليات تشكل منصة مهمة لتعزيز الحوار بين الحضارات.
بدوره، عبر المفتي العام عن امتنانه لجلالة الملك محمد السادس على عنايته السامية بمجال الشؤون الدينية، مشيراً إلى مشاركته السابقة في الدروس الحسنية الرمضانية، التي قال إنها تمثل نموذجاً حضارياً فريداً في العالم الإسلامي.
وختم أوتبينوف حديثه بتوجيه الشكر للمملكة على الهبة القيمة، مؤكداً أن المصاحف المغربية ستعزز من محتوى مكتبة الإدارة الدينية، وستتيح للمصلين في مساجد أستانا فرصة التعرف على جمال الخط المغربي الأصيل.
هذا اللقاء، الذي حمل في طياته رسائل روحية ودبلوماسية بليغة، يعد دليلا على قوة الروابط التي تجمع البلدين، وحرصهما المشترك على بناء نموذج ديني إنساني يعزز السلم والأمن الروحي في المنطقة والعالم.
فاطمة الزهراء الجلاد.