سياسة
Le7tv.ma Send an email منذ 3 أسابيع
زيارة الوفد البرلماني الغاني إلى المغرب… تعزيز الشراكة الإفريقية وتكريس التعاون جنوب-جنوب

تشكل زيارة الوفد البرلماني الغاني رفيع المستوى إلى المغرب، برئاسة السيد ألفريد أوكوي فاندربويغي، لحظة دبلوماسية لافتة تعكس الدينامية المتجددة التي تعرفها العلاقات المغربية-الغانية، لاسيما على مستوى التعاون البرلماني. اللقاء الذي جمع هذا الوفد برئيس مجلس النواب المغربي، السيد راشيد الطالبي العلمي، لم يكن مجرد مناسبة بروتوكولية، بل حمل في طياته مؤشرات واضحة على تطور الشراكة الثنائية بين البلدين ضمن منظور استراتيجي أوسع يتجاوز الإطار الثنائي ليطال القارة الإفريقية بأسرها.
التعاون البرلماني كرافعة للعلاقات الثنائية
الاجتماع الذي حضرته سفيرة غانا بالمملكة، السيدة شاريتي غبيداوو، جاء ليؤكد أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات التشريعية في ترسيخ الدبلوماسية البرلمانية، كأداة موازية للدبلوماسية الرسمية. وقد تم التأكيد خلال هذا اللقاء على ضرورة تفعيل مجموعتي الصداقة البرلمانية، بما يعزز التنسيق والتبادل التشريعي، ويمنح دفعة ملموسة للعلاقات بين الرباط وأكرا.
غانا وتجديد الموقف الداعم للوحدة الترابية
من أبرز ما ميز اللقاء هو تثمين رئيس مجلس النواب المغربي لموقف غانا الثابت في دعم الوحدة الترابية للمملكة. هذا الدعم يعد مؤشراً مهماً على عمق التفاهم السياسي بين البلدين، ويشكل لبنة أساسية في أي تعاون استراتيجي مستقبلي. كما يعكس إدراكاً متبادلاً لحساسية القضايا الإقليمية وأهمية التماسك القاري في وجه التحديات المشتركة.
رؤية ملكية استراتيجية للقارة الإفريقية
في هذا السياق، استعرض السيد الطالبي العلمي الرؤية الملكية الرائدة لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، والتي تتجلى في عدد من المبادرات الكبرى التي أطلقها جلالة الملك محمد السادس، وفي مقدمتها مشروع أنبوب الغاز بين المغرب ونيجيريا، ومبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، ومقترح تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي. وهي مشاريع لا تعبر فقط عن طموح مغربي، بل عن إرادة جماعية لبناء فضاء إفريقي متكامل ومترابط اقتصادياً وتنموياً.
آفاق واسعة للتعاون القطاعي
الجانب الغاني بدوره عبر عن رغبة صريحة في توسيع مجالات التعاون مع المغرب، في قطاعات حيوية تشمل الفلاحة، التجارة، النقل الجوي، التعليم، الاستثمار، والتنمية المستدامة. هذه التصريحات، التي جاءت على لسان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الغاني، تترجم اهتمام غانا بالاستفادة من التجربة المغربية في ميادين عدة، وتعزز فرص بناء شراكة ذات طابع عملي وملموس.
دلالة الحضور وتعددية التمثيل البرلماني
التركيبة المتنوعة للوفد البرلماني الغاني، والتي شملت نواباً يمثلون لجاناً محورية مثل الدفاع، الداخلية، والشؤون الخارجية، تبرز بوضوح الأهمية التي توليها غانا لهذه الزيارة. كما أن الحضور الإداري المرافق يعكس استعداداً مؤسسياً لترجمة التفاهمات السياسية إلى برامج تعاون ملموسة.
نحو أفق إفريقي مشترك
إن هذه الزيارة، بما حملته من رسائل سياسية واقتصادية واضحة، تندرج ضمن مسار متنامي من التعاون الإفريقي-الإفريقي الذي يشكل أحد أعمدة السياسة الخارجية المغربية. كما تؤكد على وعي مشترك بأهمية تكريس الحوار البرلماني باعتباره أداة فعالة لتحقيق التقارب، ووسيلة لتعزيز الاستقرار والتنمية في القارة.
في المجمل، يتضح أن العلاقات المغربية-الغانية بصدد الدخول في مرحلة جديدة أكثر عمقاً، قوامها الاحترام المتبادل، التعاون المتعدد الأبعاد، والانخراط الجماعي في بناء مستقبل إفريقي تضامني ومزدهر.
فاطمة الزهراء الجلاد.