مجتمع

الستار يسدل على “فيلا السبوعة”: نهاية أسطورة الشريط الساحلي بسلا

بعد أكثر من ثلاثة عقود من الجدل والغموض، ودّعت أجزاء واسعة من “فيلا السبوعة” الشهيرة الشريط الساحلي الرابط بين سيدي موسى وشماعو بمدينة سلا، تحت أنياب الجرافات. فيلا لطالما أثارت فضول المارة، ونسجت حولها حكايات متضاربة، وصولاً إلى خرافات عن كونها “مسكونة بالجن”.
بدأت قصة هذه الفيلا الغريبة بمنحوتات بسيطة لأسود وطيور، وضعها صاحبها على مرأى من الشارع. لكن سرعان ما لاحظ صاحب الفيلا أن المارة يتوقفون لمشاهدة إبداعاته، فدفعه ذلك إلى التوسع في هوايته. تحولت الفيلا إلى ما يشبه معرضًا فنيًا في الهواء الطلق، حيث تكاثفت المنحوتات والتماثيل والنماذج المجسمة للطيور والحيوانات، لدرجة أن ملامح الفيلا المعمارية الأصلية تلاشت تمامًا تحت وطأة هذا الكم الهائل من الأعمال الفنية.
ولم يكن هذا التراكم العشوائي سوى تعبير عن رغبة صاحبها في تحويل مسكنه إلى متحف شخصي. مزيج التصاميم المتنافرة، والتماثيل التي تحكي قصصًا صامتة، جعلت من الصعب تحديد هوية معمارية واضحة للفيلا، فصارت لغزًا بصريًا يثير الدهشة.
الانطباعات حول “فيلا السبوعة” كانت متباينة تمامًا. ففي حين رأى فيها البعض “تلوثًا بصريًا” يشوه جمال الشريط الساحلي، اعتبرها آخرون “استثناءً” فريدًا من نوعه، وتجربة فنية غريبة تستحق الاستمتاع بفرادتها دون ضرر. كانت الفيلا نقطة جذب للكثيرين، محطة للفضول والتساؤلات، وشاهدًا صامتًا على خيال جامح.
اليوم، ومع إزالة أجزاء منها، يسدل الستار على حقبة مثيرة في تاريخ الشريط الساحلي بسلا.
ويبقى السؤال: هل ستتحول “فيلا السبوعة” إلى مجرد ذكرى، أم ستظل تثير الفضول كواحدة من أغرب القصص التي عرفتها المدينة؟

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close