شهدت أسعار تسويق البصل انخفاضًا ملحوظًا على عدة ضيعات زراعية، بعد تحليقها في مستويات قياسية خلال الموسمين الماضيين، وفقًا لإفادات العديد من المزارعين في مناطق مختلفة. وأوضح المزارعون أن هذا التراجع يعود إلى وفرة المحاصيل خلال هذا الموسم، حيث اعتمدت الأغلبية على استخدام بذور عالية الجودة بالتزامن مع تساقطات مطرية غزيرة خلال شهري مارس وأبريل.
وفي بعض المناطق مثل شيشاوة، وصل سعر البصل من أعلى فئة جودة إلى ما يقارب 2.80 درهم للكيلوغرام، بينما يُقدر السعر في نفس المنطقة بـ2 درهم للكيلوغرام، في حين تأمل الأسواق في استمرار هذا الاتجاه التنازلي للأسعار خلال الشهرين المقبلين، خاصة مع ترقب دخول محاصيل جديدة من مناطق مثل سيدي قاسم وبني ملال.
يأتي هذا في أعقاب إعلان وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، مطلع الشهر الجاري، بإنهاء تنفيذ القرار المشترك الذي صدر في يوليوز 2023 والمتعلق بصرف إعانات مالية لدعم بذور وشتائل الطماطم المستديرة والبصل والبطاطس خلال الموسمين الماضيين.
وأشار ميلود الرماح، مزارع من منطقة شيشاوة، إلى أن “أسعار تسويق البصل من الضيعات في انخفاض ملحوظ مؤخرًا بسبب الوفرة الكبيرة في المحاصيل”، مبرزًا أن الوفرة نتجت عن اعتماد المزارعين على بذور الجودة والتساقطات المطرية التي ساهمت في دعم الإنتاج الزراعي.
من جهته، تنبأ الرماح باستمرار انخفاض أسعار البصل في الأسواق المغربية خلال الفترة القادمة، مشيرًا إلى احتمال وصول الأسعار إلى ما بين درهم ودرهم ونصف للكيلوغرام مع دخول محاصيل الصيفية وخروج محصول “الخضارية” في شهور يوليوز وغشت.
وفي منطقة كيكو، إحدى أهم مناطق إنتاج البصل، أكد حميد بوحنون، نائب رئيس الغرفة الجهوية للفلاحة بجهة فاس-مكناس، أن الصنف الأعلى جودة يُسوّق بأسعار تقارب الدرهين للكيلوغرام، مشيرًا إلى أن المنطقة اعتمدت في حصادها الأخير على التخزين التقليدي في “الكراير” بدلاً من نظام التبريد المستخدم في مناطق أخرى. وأكد بوحنون أن وفرة محاصيل البصل “الخضارية” كانت العامل الأساسي وراء التراجع في الأسعار، مضيفًا أن الدعم الذي قدمته الدولة للبذور والشتائل، رغم تأثيره الإيجابي على المزارعين، لم يكن السبب الرئيسي في انخفاض الأسعار، حيث اعتمد الفلاح المغربي على زراعة البصل بكميات كبيرة حتى دون هذا الدعم.
وأشار نائب رئيس الغرفة إلى أن الأسعار المنخفضة ستستمر لما لا يقل عن شهرين وربما تصل إلى ثلاثة أشهر، مع توقع ارتفاعها مجددًا مع انتهاء محصول “الخضارية” وحلول موسم “الصيفية” بعد شهر يوليوز.
