
في حادثة مأساوية هزت منطقة ساحل بوطاهر بإقليم تاونات، فقد طفلٌ يبلغ ست سنوات حياته بعد أن تُرك داخل سيارة مغلقة الأبواب، وفق ما أعلنته النيابة العامة التابعة لمحكمة الاستئناف بفاس. وأشارت المعطيات الأولية إلى أن الحادث وقع أثناء نقل الطفل إلى مدرسته، حيث غادر السائق – المعتاد على نقله – السيارة تاركًا إيّاه داخلها، لِيُعثر لاحقًا على جثته دون حراك.
أكّد بلاغ صادر عن النيابة العامة أن الأبحاث المبدئية رجّحت أن سبب الوفاة يعود إلى اختناق ناتج عن احتجازه داخل المركبة، التي ظلت مغلقة لفترة غير محددة. كما أضاف المصدر ذاته أن الجهاز القضائي أمر بإجراء تشريح طبي لجلاء الغموض حول الظروف الدقيقة للوفاة، إلى جانب تكثيف التحقيقات لرصد الثغرات وتحديد المسؤوليات القانونية المترتبة عن الحادث.
لم تكتفِ السلطات القضائية بالتحليل الطبي، بل دعت إلى توسيع نطاق البحث لاستنطاق كل التفاصيل المرتبطة بالواقعة، بدءًا من سلوك السائق، ومرورًا بظروف إهمال الطفل داخل السيارة، ووصولًا إلى تقييم الإجراءات الوقائية المفترَض اتخاذها لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث. وتأتي هذه الخطوة في إطار الضوابط القانونية التي تُلزم الجهات المختصة بالكشف عن كل الخيوط الغامضة، خاصةً في القضايا التي تتداخل فيها الأخطاء البشرية مع الإهمال.
تُلقي الحادثة بظلالها على أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر ترك الأطفال في السيارات، لا سيما في ظل ارتفاع درجات الحرارة، والتي قد تتحول فيها المركبات المغلقة إلى فخّ قاتل خلال دقائق. كما تفتح الجريمة باب تساؤلات حول الإشراف على عمليات نقل التلاميذ، ومدى التزام المشتغلين بهذا المجال بالبروتوكولات الأمنية، في انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات من حقائق قانونية ووقائعية.