من كيتو إلى العيون… السلفادور تضع لبنة جديدة في صرح السيادة المغربية

في قلب جبال الأنديز، وتحديداً من العاصمة الإكوادورية كيتو، انطلقت إشارات دبلوماسية لا تقل حرارة عن شمس المدينة العالية. وبين مراسم البروتوكول واللقاءات الرسمية، خاض وزير الشؤون الخارجية المغربي ناصر بوريطة جولة جديدة من حياكة شبكة الدعم الدولي لقضية الوحدة الترابية، هذه المرة مع نائب رئيس السلفادور، فيليكس أُويا.
ففي لقاء لم يكن عادياً لا في توقيته ولا في رمزيته، جدد المسؤول السلفادوري دعم بلاده الثابت لمغربية الصحراء، لكنه لم يكتفِ بالعبارات الدبلوماسية المنمّقة، بل ذهب أبعد من ذلك بكثير: مقترح لفتح قنصلية لبلاده في مدينة العيون، في خطوة وصفها المتابعون بـ”العملية والمفصلية”، لما تحمله من دلالة قوية على الاعتراف الميداني بسيادة المملكة على أقاليمها الجنوبية.
ولأن العيون لم تعد فقط مدينة في الجنوب، بل باتت عنواناً لصمود دبلوماسي مغربي، فإن من يقيم فيها قنصلية، لا يبعث فقط برسالة صداقة، بل يُدوّن موقفاً واضحاً في سجل الجغرافيا السياسية للقارة.
هذا التقارب المغربي السلفادوري ليس وليد اليوم، لكنه آخذ في التشكل ضمن دينامية أكبر، تعيد رسم خارطة العلاقات المغربية مع أمريكا اللاتينية. فالمغرب، بحنكته الإفريقية وامتداداته الأطلسية، صار فاعلاً لا غنى عنه في قضايا القارة والعالم، ومن كيتو إلى سان سلفادور، تتعزز الشراكات وتتوطد الروابط، ليبقى السؤال: من هي الدولة التالية التي ستلتحق بركب الاعتراف العملي بمغربية الصحراء؟