مجتمع

المغرب يفتح أبواب الاستثمار ببروكسيل: شراكات استراتيجية تعزز موقع المملكة كجسر بين أوروبا وإفريقيا

شهدت العاصمة البلجيكية بروكسيل، مساء الثلاثاء 27 ماي 2025، تنظيم ندوة اقتصادية كبرى سلطت الضوء على جاذبية المغرب كوجهة استثمارية واعدة، خاصة بالنسبة للشركاء الأوروبيين، وذلك تحت شعار: “المغرب وأوروبا: شراكة من أجل رسم معالم النمو الإقليمي من خلال تحالفات استراتيجية”.

وتأتي هذه الندوة في إطار الجولة الأوروبية لحملة “Morocco Now” – العلامة المغربية للترويج للاستثمار والتصدير – والتي شملت هولندا وبلجيكا خلال الفترة الممتدة من 22 إلى 27 ماي، بمبادرة من وزارة الاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، وبتعاون مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات.

وترأس الوفد المغربي خلال هذه الجولة الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار، كريم زيدان، الذي أكد في كلمته خلال اللقاء أن مواجهة التحديات الاقتصادية والبيئية والجيوسياسية المشتركة تمر عبر تعزيز التعاون الاستراتيجي بين المغرب وأوروبا، مشيراً إلى أن المملكة، بفضل استقرارها السياسي، وموقعها الجيوستراتيجي، والإصلاحات التي باشرها الملك محمد السادس، تقدم نفسها كشريك موثوق ومرن وطويل النظر.

وأوضح زيدان أن المغرب تجاوز موقع “الجار الجنوبي”، ليصبح فاعلاً محورياً في بناء الجسور بين القارات، وداعماً للتعاون الثلاثي، خاصة في قطاعات استراتيجية كالهيدروجين الأخضر، وصناعة السيارات والطيران، والصناعات الغذائية والكيماوية. وشدد على أن هذه القطاعات تمثل روافع قوية لنمو مستدام وشامل، داعياً إلى تبني شراكات تقوم على الابتكار المشترك، وقيم الثقة، وخلق القيمة، والانفتاح على المقاولات الصغيرة والمتوسطة، والطاقات الشابة في الجانبين.

من جهته، قدم المدير العام للوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات، علي صديقي، عرضاً شاملاً حول المؤهلات الاقتصادية للمغرب، مشدداً على توفر بيئة أعمال تنافسية، ورأسمال بشري عالي الكفاءة، وموقع استراتيجي يجعل من المملكة منصة عبور مثالية بين أوروبا وإفريقيا.

وفي السياق ذاته، شدد السفير المغربي ببروكسيل، محمد عامر، على متانة العلاقات الثنائية بين المغرب وبلجيكا، معبّراً عن إرادة مشتركة للارتقاء بها إلى مستويات أكثر طموحاً، تتماشى مع عمق الروابط السياسية والإنسانية بين البلدين. كما دعا إلى تفعيل التواصل الاستباقي مع المستثمرين البلجيكيين حول المشاريع التنموية الكبرى بالمغرب.

وأكد عامر على أهمية الجالية المغربية ببلجيكا، التي وصفها بـ”رافعة قوية للتنمية المستدامة”، مبرزاً دورها في تعزيز الجسور الاقتصادية والثقافية بين الرباط وبروكسيل، حيث تضم الجالية حوالي 800 ألف فرد مندمجين بشكل جيد في النسيج المجتمعي البلجيكي.

أما السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الاتحاد الأوروبي، أحمد رضا الشامي، فقد شدد على أن الشراكة بين المملكة والاتحاد الأوروبي تُعد الأقوى على ضفتي البحر الأبيض المتوسط، وأنها تقوم على أولويات مشتركة، خاصة في مجالات التنمية المستدامة والانتقال الطاقي.

ودعا الشامي إلى توسيع آفاق التعاون بين الجانبين، خاصة في مجال الطاقات الخضراء، مشيراً إلى أن الموقع الجغرافي الفريد للمغرب عند ملتقى أوروبا وإفريقيا والمحيطين، يمنحه مزايا تنافسية قوية يجب استثمارها.

واختُتمت الندوة بجلسات عمل ثنائية جمعت بين رجال أعمال مغاربة ونظرائهم البلجيكيين والأوروبيين، في خطوة تروم تحديد مشاريع استثمارية ملموسة وتعزيز شراكات استراتيجية قائمة على مبدأ الربح المتبادل.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close