
في خطوة تاريخية تُجسد تحولاً نوعياً في وعي إفريقيا البيئي، أشاد وزير البيئة الإيفواري، جاك أساهوري كونان، اليوم الإثنين بمدينة نيس الفرنسية، بالمبادرات الرائدة التي يقودها المغرب، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، في سبيل حماية المحيطات وتعزيز التنمية المستدامة في القارة الإفريقية.
تصريحات الوزير الإيفواري جاءت على هامش قمة “إفريقيا من أجل المحيط”، التي احتضنتها نيس في إطار فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، والتي ترأستها صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، ممثلة لجلالة الملك، إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وأكد أساهوري كونان أن هذه المبادرة تمثل تعبئة غير مسبوقة لإفريقيا، تتخذ طابعاً استراتيجياً في زمن عالمي تتزايد فيه مؤشرات حالة الطوارئ المناخية. وقال في هذا السياق: “إنها المرة الأولى التي توحّد فيها القارة الإفريقية جهودها لإيصال صوتها الأزرق بشأن القضايا البحرية والمحيطية، وهذه لحظة تاريخية بكل المقاييس”.
الوزير الإيفواري لم يُخفِ إعجابه بالدور الريادي للمغرب، مشيراً إلى أن المملكة برهنت مرة أخرى على قدرتها على إطلاق ديناميات جماعية وشاملة في محيط قاري ودولي معقد، من خلال التأسيس لاقتصاد أزرق resilient ومستدام.
وأضاف المسؤول الإيفواري: “نستقبل هذه المبادرة المغربية بفخر كبير وامتنان بالغ، لأنها جاءت استجابة لحاجة ملحة إلى التنسيق والتضامن والعمل المشترك في مواجهة تحديات بيئية لا تعترف بالحدود”.
ولم يتردد في التأكيد على أن “إفريقيا لم تعد قارة تعتمد على المساعدات، بل أصبحت اليوم قارة المبادرات والقدرات”، داعياً إلى تعزيز الشراكات جنوب-جنوب من أجل تثمين الموارد البحرية للقارة على أسس من الاستدامة والعدالة المناخية والبيئية.
وقد شهدت قمة “إفريقيا من أجل المحيط” حضوراً وازناً لرؤساء دول وحكومات من القارة، إلى جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وممثلين عن منظمات دولية ومؤسسات مالية متعددة الأطراف، في تأكيد واضح على أهمية هذا الموعد البيئي الذي وُضع تحت الرئاسة المشتركة للمغرب وفرنسا.
من نيس، انطلق صوت إفريقيا الأزرق عالياً، حاملاً معه توقيعاً مغربياً يُجسد روح القيادة والمسؤولية، في معركة الدفاع عن محيطات العالم وضمان مستقبل بيئي أفضل للأجيال القادمة.