أمطار الأمل تعيد الحياة للسدود… و5.2 مليار متر مكعب تُنعش الموسم الفلاحي

في تطور إيجابي يعيد بعضاً من التفاؤل لقلوب الفلاحين، أعلنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أن نسبة ملء السدود الموجهة للأغراض الفلاحية سجلت تحسناً ملحوظاً خلال الموسم الفلاحي الحالي، لتصل إلى 5.2 مليار متر مكعب، أي ما يعادل نسبة ملء تقدر بـ 37 في المائة.
هذا المعطى الجديد، الذي كشف عنه وزير الفلاحة أحمد البواري يوم الثلاثاء أمام مجلس المستشارين، يعكس انتعاشة نسبية في المنظومة المائية الوطنية مقارنة بالموسم الفارط، الذي لم تتجاوز فيه نسبة الملء 30 في المائة خلال نفس الفترة. ويعزى هذا التحسن إلى تحسن التساقطات المطرية، التي بلغت 302 ملم إلى غاية 5 يونيو 2025، أي بزيادة قدرها 14 في المائة مقارنة مع الموسم الماضي.
وتأتي هذه الأرقام في وقت يعيش فيه القطاع الفلاحي المغربي ضغوطاً متزايدة بفعل التغيرات المناخية، وتراجع المياه الجوفية، وتوالي سنوات الجفاف. لذلك فإن أي تحسن في منسوب المياه بالسدود يُعتبر بمثابة متنفس حقيقي للفلاحين، وفرصة لإعادة برمجة دورات الري وتحسين مردودية الأراضي الزراعية.
ويُشكل هذا الانتعاش النسبي مؤشراً واعداً بخصوص قدرة الموسم الفلاحي الحالي على الاستجابة لتطلعات المنتجين الزراعيين، خاصة في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على السقي الاصطناعي. كما من شأنه أن يعزز مخزون البلاد من المياه المخصصة للزراعات الإستراتيجية، وعلى رأسها الحبوب والخضروات والقطاعات التصديرية.
غير أن التحديات ما تزال قائمة، إذ يبقى بلوغ مستوى أمان مائي مستدام رهيناً بمزيد من السياسات الاستباقية، التي تراهن على تدبير معقلن للموارد، وتوسيع شبكات تحلية المياه وتثمين مياه الأمطار، فضلاً عن دعم الفلاحين الصغار في التكيف مع التحولات المناخية.
وعلى الرغم من هذه التحسينات، لا تزال نسبة ملء السدود دون المعدلات المسجلة في السنوات العادية، مما يدعو إلى الاستمرار في التعبئة وترشيد استعمال المياه، حفاظاً على أمننا الغذائي والمائي على المدى البعيد.