مجتمع

مخطط الأمل للفلاحين.. الحكومة تُطلق برنامجاً تاريخياً لإنقاذ مربي الماشية

في خطوة وُصفت بالتحول النوعي في مسار دعم الفلاحين الصغار، أعلنت الحكومة المغربية، يوم الثلاثاء 10 يونيو 2025، عن إطلاق برنامج جديد وطموح لدعم مربي الماشية، يهدف إلى تحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، وإعادة تشكيل القطيع الوطني بشكل مستدام، وذلك تنفيذاً للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

البرنامج، الذي كشف عنه وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، خلال جلسة بمجلس المستشارين، يستهدف مواجهة التداعيات المتراكمة التي خلفتها مواسم الجفاف وارتفاع أسعار الأعلاف، وما نجم عنها من ديون أثقلت كاهل عشرات الآلاف من المربين.

وحسب الأرقام الرسمية، فإن حوالي 50 ألف مربٍّ مدينون بأكثر من 700 مليون درهم، وهو ما دفع الحكومة إلى اعتماد مقاربة جديدة ترتكز على إعادة جدولة هذه الديون، مع إعفاء يصل إلى 50% من المتأخرات، وفتح الباب أمام قروض استثنائية قد تصل إلى 200 ألف درهم من أجل اقتناء رؤوس ماشية جديدة وإعادة تأهيل الضيعات.

كما يشمل البرنامج إجراءات عملية عاجلة لدعم أثمنة الأعلاف في السوق، بما فيها الأعلاف المركبة التي ستخضع لدعم مباشر من الدولة، مع ضمان توزيعها بسعر لا يتجاوز درهمين للكيلوغرام في المناطق المتضررة، وذلك في محاولة لكبح نزيف بيع الماشية بأثمنة بخسة وإنقاذ ما تبقى من القطيع الوطني.

ولأن سلامة القطيع لا تقل أهمية عن عدده، فقد أطلقت الوزارة حملة وطنية لتلقيح 17 مليون رأس من الأغنام والماعز ضد الأمراض الموسمية، مع تخصيص ميزانية ضخمة تفوق 150 مليون درهم لهذه الغاية. كما تم الإعلان عن برنامج لترقيم 400 ألف أنثى من الأبقار والنعاج، ما سيمكن من تتبع القطيع وتحسين مردوديته الإنتاجية.

الوزارة لم تغفل جانب التأطير التقني، حيث سيتم إنشاء منصات خاصة بالتلقيح الاصطناعي وتحسين السلالات المحلية، بميزانية تناهز 50 مليون درهم، ما من شأنه رفع القيمة الاقتصادية لرؤوس الماشية وتحقيق نقلة نوعية في مردودية الضيعات الصغيرة والمتوسطة.

هذا البرنامج، الذي يأتي في ظرفية دقيقة، يُنتظر أن يُعيد الثقة لمربي الماشية ويمنحهم دفعة قوية لتجاوز الأزمة، خاصة وأنه يجمع بين الدعم المباشر، والتحفيز التقني، والمعالجة المالية، وهو ما يجعل منه نموذجاً يُحتذى به في إعادة التوازن للقطاع الفلاحي المغربي.

وإذا ما تم تنزيله بالنجاعة والشفافية المطلوبة، فإن “مخطط الأمل”، كما يسميه بعض الفلاحين، سيكون بداية عهد جديد للفلاحة التضامنية في المغرب.

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close