المغرب يتألق في معرض أستراليا للتصميم 2025: دمج بين الصناعة التقليدية والابتكار المعاصر

برز المغرب بشكل لافت في دورة 2025 من معرض أستراليا للتصميم، أحد أبرز التظاهرات الإقليمية في مجال التصميم الداخلي والهندسة المعمارية بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ، وذلك من خلال عرض متميز يجمع بين الصناعة التقليدية الأصيلة والدينامية الإبداعية المعاصرة.

شارك المغرب في هذه الدورة التي أقيمت بين الخميس والسبت في ملبورن، عبر وفد يضم ممثلين عن دار الصانع والمصمم العالمي المعروف هشام لحلو، بتنظيم وتنسيق من سفارة المملكة المغربية في كانبيرا. وجاءت هذه المشاركة في إطار السعي لإبراز الخبرة المغربية وإبداعاتها أمام المهنيين المتخصصين، وتعزيز أواصر التعاون الاقتصادي والثقافي والمؤسساتي بين المغرب وأستراليا.

وشكل المعرض، الذي احتضن أكثر من 250 عارضا دوليا يمثلون أكثر من 1000 علامة تجارية ومنتجا، منصة هامة للتواصل بين الموردين العالميين والفاعلين الرئيسيين في قطاعات الإقامة والتجارة والفندقة، من خلال تنظيم حوالي 90 ندوة تخصصية أطرها خبراء دوليون.

وقد ركزت نسخة 2025 من المعرض على التصميم الداخلي المعاصر، مع اهتمام خاص بالابتكار وتقديم حلول مستدامة تواكب تحديات العصر، مما منح المغرب فرصة مميزة لعرض أحدث العلامات الوطنية في مجالي التصميم والصناعة، في ظل توقعات بصفقات تجارية بأكثر من 4.3 مليار دولار خلال العام المقبل في السوق الأسترالية.

على هامش المعرض، أعدت السفارة المغربية برنامجا ثريا للوفد المغربي تضمن تنظيم موائد مستديرة في مدينتي ملبورن وسيدني، بالإضافة إلى زيارات ميدانية إلى جامعات متخصصة في التصميم، ما ساعد على توسيع فرص التعاون الأكاديمي والمهني بين البلدين وتعزيز العلاقات الثنائية.

ومن بين أبرز الفعاليات التي شهدها المعرض ندوة بعنوان “آفاق عربية، حلول عالمية”، ركزت على مساهمة العالم العربي، ولا سيما المغرب، في صياغة مستقبل التصميم العالمي. كما ألقى هشام لحلو مداخلة مهمة تحدث خلالها عن التصميم المرتكز على الإنسان ودوره في بناء مدن شاملة ومستدامة، إلى جانب عرضه لمفهوم الحوار بين الثقافات كأداة دبلوماسية تساهم في مواجهة تحديات مثل الاستدامة والإدماج الاجتماعي.

وكانت المشاركة المغربية مدعومة بقوة من الجالية المغربية في أستراليا، التي لعبت دورا فعالا في إنجاح التظاهرة، ما أكد الحضور القوي والفاعل للمغرب في مشهد التصميم العالمي.

امتد المعرض على مساحة 15,000 متر مربع، واستقطب أكثر من 12,500 زائر من مصممي الديكور الداخلي والمهندسين المعماريين والمنعشين العقاريين، ما وفر منصة فريدة لبناء علاقات وشبكات مهنية واسعة بفضل الترويج المكثف والموقع الاستراتيجي والتغطية الإعلامية الواسعة التي صاحبته.

بهذه المشاركة الناجحة، يعزز المغرب مكانته كفاعل متميز في قطاع التصميم، جامعاً بين تراثه الغني وإبداعه المعاصر، ومؤكداً عزمه على توطيد شراكاته الدولية واستكشاف آفاق جديدة في مجال الابتكار والتنمية المستدامة.

فاطمة الزهراء الجلاد.