اقتصاد
اتفاقية جديدة بين المغرب و”سيماك” لتعزيز التعاون الاقتصادي وإطلاق مشاريع مشتركة

وقع الاتحاد العام لمقاولات المغرب، يوم أمس الجمعة بمدينة العيون، اتفاقية تعاون هامة مع الاتحادات المهنية للدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية والنقدية لوسط إفريقيا (سيماك)، وذلك على هامش المنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي بين المغرب و”سيماك”، المنعقد تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتهدف الاتفاقية، التي وقعها رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب، شكيب العلج، إلى جانب ممثلي الاتحادات المهنية بدول “سيماك”، إلى إحداث “خلية عمل المغرب–سيماك”، والتي ستكون بمثابة منصة مشتركة للحوار والتنسيق والتعاون الاقتصادي بين الجانبين. وتُعنى هذه الخلية بهيكلة التعاون، وتشجيع تبادل المعلومات والممارسات الفضلى، وخلق فرص الأعمال، وإنجاز مشاريع مشتركة بين المغرب ودول المجموعة.
وفي هذا السياق، ستحدث لجنة قيادة مشتركة للإشراف على تنفيذ الاتفاق، برئاسة ممثل عن الاتحاد العام لمقاولات المغرب وآخر عن اتحادات “سيماك”. وستضطلع هذه اللجنة بتشكيل مجموعات عمل قطاعية تضم رؤساء مقاولات وخبراء وشركاء مؤسساتيين، لدراسة الأولويات وتطوير التعاون في مجالات استراتيجية.
وتنص الاتفاقية على التعاون في تحديد القطاعات ذات الإمكانات العالية للتكامل، لا سيما الصناعات الغذائية، والبنيات التحتية، والطاقات المتجددة، والتحول الصناعي، والخدمات الرقمية. كما تلتزم الأطراف بتيسير الشراكات بين المقاولات عبر برامج التشبيك وتنظيم لقاءات أعمال ثنائية ودورية، إضافة إلى تشجيع الاستثمارات المتبادلة، ودعم الاندماج الإقليمي ونقل التكنولوجيا والمعرفة.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أكد شكيب العلج أن “اقتصادات المغرب ودول سيماك تتسم بطابع تكاملي، ما يتيح فرصاً كبيرة لإرساء شراكات ناجعة”. وأوضح أن الاتفاقية تشكل خطوة عملية نحو تعزيز العلاقات الاقتصادية، مشدداً على أهمية تبادل الخبرات والمعرفة بين المقاولات.
من جانبه، اعتبر جون دانييل أوفاغا، رئيس مجلس إدارة الاتحاد الوطني للمشغلين الاقتصاديين بالكونغو، أن الاتفاقية “تُجسد التزاماً مشتركاً نحو بناء إفريقيا مزدهرة”، مبرزاً دور القطاع الخاص كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي في القارة، لاسيما من خلال تحديد القطاعات ذات الأولوية وتطوير التعاون الثنائي.
ويأتي هذا الاتفاق في إطار الدينامية التي أطلقها المنتدى البرلماني للتعاون الاقتصادي المغرب–سيماك، الذي يهدف إلى إرساء منصة مؤسساتية للحوار وتبادل الرؤى بين الجانبين، بما يعزز التعاون الاقتصادي وتنمية المبادلات التجارية، ويدعم جهود الاندماج الاقتصادي القاري، في سياق تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية (ZLECAF).
ويشهد المنتدى مشاركة واسعة من برلمانيين، ومسؤولين حكوميين، ورؤساء مقاولات، وخبراء في مجالات الاقتصاد والطاقة والمناخ والتنمية المستدامة، ما يعكس أهمية هذا الموعد كفضاء استراتيجي لتعزيز الشراكة جنوب-جنوب وإطلاق مشاريع تنموية مشتركة تخدم شعوب القارة.
فاطمة الزهراء الجلاد.