دعا سالم بن محمد المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، إلى ضرورة أن يتبوأ العالم الإسلامي موقع الريادة في مجال الذكاء الاصطناعي، بدل الاكتفاء بمواكبة تحولات هذا القطاع الحيوي، الذي يشهد تطوراً متسارعاً على الصعيد العالمي.
وخلال كلمته الافتتاحية في المنتدى السادس لرؤساء الجامعات في العالم الإسلامي، المنعقد بمقر المنظمة في الرباط، شدد المالك على أن التحديات العالمية، وفي مقدمتها ثورة التقنيات والتغيرات المناخية، تفرض على الجامعات والمؤسسات الأكاديمية الإسلامية تبني مقاربات جديدة، والانتقال إلى مناهج مرنة تستجيب لمتطلبات العصر الرقمي.
وأشار إلى أن النزاعات القائمة في بعض دول المنطقة أثرت سلباً على العملية التعليمية، مبرزاً في المقابل التحولات الجذرية التي يشهدها سوق العمل، إذ يُتوقع، وفق المنتدى الاقتصادي العالمي، فقدان نحو 92 مليون وظيفة مقابل خلق 170 مليون وظيفة جديدة في مجالات من أبرزها علوم البيانات، الأمن السيبراني، والأنظمة الذكية.
وأضاف المدير العام للإيسيسكو أن هذا الواقع يتطلب “روحاً جديدة ومهارات نوعية”، مؤكداً أن على مؤسسات التعليم العالي أن تستعد لتخريج أجيال قادرة على التعامل مع عالم تقوده الخوارزميات والأتمتة والذكاء الاصطناعي.
وذكر المالك أن الذكاء الاصطناعي بات يؤثر بشكل مباشر في مجالات متعددة، منها الصحة والتعليم والحكامة، مضيفاً أن أكثر من 80% من المعاهد باتت تعتمد أنظمة ذكية في برامجها، فيما يُتوقع أن ينمو السوق العالمي للذكاء الاصطناعي من 279 مليار دولار سنة 2024 إلى 1.81 تريليون دولار بحلول عام 2030.
وأكد أن الإيسيسكو تبنت استراتيجية تقوم على التحالفات بين الجامعات، والتعاون في تطوير المناهج وفتح آفاق الحركية الطلابية، من أجل بناء بيئة أكاديمية أكثر تكاملاً وابتكاراً.
كما دعا إلى إرساء أنظمة تعليمية تربط بين الجانب النظري والتطبيقي، بهدف ضمان اندماج فعّال للخريجين في سوق الشغل.
وختم المالك كلمته بالتشديد على أن “السؤال لم يعد كيف نتكيّف؟ بل كيف نقود؟”، مضيفاً: “لا يمكن أن نحضّر الطلبة للماضي ونتوقّع منهم التميّز في المستقبل. المطلوب هو معاهد قوية تضرب جذورها في التميز الأكاديمي وتضع الاستدامة في صلب بنيتها التكوينية”.
