أعلن السيناتور الجمهوري جو ويلسون عن تقديم مشروع قانون جديد إلى الكونغرس الأمريكي الـ119، يقضي بتصنيف جبهة “البوليساريو” كمنظمة إرهابية أجنبية، في خطوة وصفت بأنها تعكس تغيراً واضحاً في رؤية بعض دوائر القرار الأمريكية لنفوذ إيران وشبكاتها الحليفة في شمال إفريقيا.
وقال ويلسون، في تغريدة نشرها على حسابه بمنصة “إكس” (تويتر سابقاً)، إن “البوليساريو ميليشيا ماركسية مدعومة من إيران، وحزب الله، وروسيا”، مضيفاً أنها “توفر لطهران موطئ قدم استراتيجي في إفريقيا، وتهدد استقرار المغرب، الحليف التاريخي للولايات المتحدة منذ 248 عاماً”. وأعرب عن امتنانه لتقديم هذا المشروع بشكل مشترك مع النائب الديمقراطي جيمي بانيتا، في إطار مبادرة ثنائية الحزب.
المقترح، الذي يحمل اسم “قانون تصنيف جبهة البوليساريو منظمة إرهابية” (Polisario Front Terrorist Designation Act)، يهدف إلى إدراج الجبهة ضمن لائحة وزارة الخارجية الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية، وهو ما من شأنه، في حال المصادقة عليه، أن يؤدي إلى تجميد أصولها داخل الولايات المتحدة، ومنع أي تعامل رسمي معها من قبل الهيئات الأمريكية أو شركاء واشنطن الدوليين.
وأشار السيناتور ويلسون إلى أن البوليساريو لم تعد مجرد حركة انفصالية، بل تحوّلت، حسب تعبيره، إلى تهديد مباشر للمصالح الأمريكية في المنطقة، مؤكداً الحاجة الملحة إلى تحرك تشريعي حازم لوقف تمدد التنظيمات المرتبطة بإيران.
ويرى مراقبون أن هذا المشروع يأتي في سياق تصاعد التوترات الجيوسياسية المرتبطة بإيران، وفي ظل تنامي المخاوف داخل واشنطن من النشاطات الميدانية التي تقوم بها أذرع طهران في إفريقيا، والتي تتهم البوليساريو بأنها باتت إحدى أدواتها الأمنية والعسكرية.
كما يتوقع أن يثير مشروع القانون، في حال تبنيه، توترات دبلوماسية مع الجزائر، التي تعتبر الداعم الرئيسي للجبهة، وقد يفتح الباب أمام فرض عقوبات أمريكية إضافية تطال مؤسسات أو جهات تتورط في تمويل أو تنسيق أنشطة مع منظمات مدرجة ضمن لوائح الإرهاب الأمريكية.
يذكر أن هذا المقترح لا يزال في مراحله الأولية، حيث يحتاج إلى دعم الأغلبية في مجلسي الكونغرس الأمريكي، إضافة إلى موافقة البيت الأبيض، قبل أن يصبح ساري المفعول. ومع ذلك، فإن مجرد طرح المشروع يعكس تصاعد التحذيرات داخل الأوساط السياسية الأمريكية من دور البوليساريو في زعزعة استقرار المنطقة، في وقت تتزايد فيه الدعوات إلى مراجعة المقاربات التقليدية للسياسة الأمريكية في المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء.
فاطمة الزهراء الجلاد.
