ثقافة وفنون

العيطة إلى الواجهة… بقيادة عالِم نووي في سهرة السبت التاريخية

في سابقة هي الأولى من نوعها، تصدّرت أغنية من التراث المغربي بصوت الفنان والباحث نسيم حداد الترند في عدد من الدول العربية، على رأسها المملكة العربية السعودية، الإمارات، مصر، السودان، قطر، لبنان، بالإضافة إلى المغرب.
ويُعدّ هذا الحضور الرقمي الكبير لفن شفهي تقليدي على منصات التواصل والبث، تحوّلًا غير مسبوق في علاقة الجمهور العربي بالتراث الغنائي المغربي، وخصوصًا بفن العيطة، الذي ظلّ طويلًا حبيس السياق المحلي.
نسيم حداد، المعروف اليوم بصوته واشتغاله الموسوعي على العيطة، ليس فنانًا قادمًا من مسار كلاسيكي.
فهو دكتور في الفيزياء النووية، اشتغل ضمن تجربة ATLAS في مركز الأبحاث النووية العالمي CERN، وله أكثر من 600 مقال علمي منشور في أرقى المجلات العلمية العالمية.
لكنّه اختار أن يعود إلى الذاكرة، لا ليحنّ إليها فقط، بل ليعيد كتابتها وصياغتها من جديد، بفكر تحليلي وصوت وجداني.
نجاح الأغنية الأخيرة لم يكن نتيجة حملة ترويجية، بل تفاعل طبيعي ومتصاعد من الجمهور العربي، خاصة فئة الشباب، الذين وجدوا في الأغنية إيقاعًا مختلفًا، وصوتًا أصيلًا، ولغة غنائية بعيدة عن الأنماط السائدة.
وهو ما يشكّل لحظة فارقة في استقبال التراث المغربي خارج حدوده الجغرافية واللغوية.
وتزامن هذا النجاح الرقمي مع موعد فني مفصلي في المغرب:
فـ يوم السبت 5 يوليوز، سيُحيي نسيم حداد سهرة ضخمة في الساحة الكبرى لموروكو مول بمدينة الدار البيضاء، تُوصف بأنها أكبر سهرة لفن العيطة في التاريخ المغربي المعاصر.
هذه الليلة، المنتظرة من طرف جمهور واسع، ليست مجرّد عرض فني، بل لحظة جماعية تعبّر عن عودة العيطة إلى قلب المدينة، إلى ساحة عمومية مفتوحة، بحضور آلاف المتفرجين، وبمرافقة أوركسترا ضخمة، وصياغة بصرية وتقنية على مستوى عالمي.
إنها سهرة تُعلن أن هذا الفن، الذي كان يومًا محاصرًا داخل صور نمطية، قادر اليوم أن يتصدّر المشهد، بقيمته، وجرأته، وصوته الحرّ.
تندرج هذه الأغنية ضمن مشروع شامل يحمل اسم “Ayta World Tour”، ويجمع بين العروض المسرحية الغنائية، والمعارض المتنقّلة، وإصدار مرتقب في شتنبر بعنوان “موسوعة العيطة”، يُعدّ أول عمل تأسيسي يعيد بناء هذا الفن من الداخل، علميًا وجماليًا.
ما حدث ليس مجرّد “نجاح رقمي”، بل تحوّل في الوعي الجماعي العربي تجاه الثقافة المغاربية.
لقد أظهر الترند، ولأول مرة، أن الجمهور العربي من الخليج إلى النيل، مستعدّ للإصغاء إلى أصوات مختلفة، ما دامت صادقة، نابعة من جذورها، ومُقدّمة برؤية لا تستجدي الإعجاب، بل تقترح معنى.

إعلان

قد يعجبك ايضا

Back to top button
Close
Close