يقول الله – تبارك وتعالى: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [سورة البقرة:155- 157].
تلقينا ببالغ الحزن والأسى، نبأ وفاة الديبلوماسي والوزير المخضرم ” عبد القادر بنسليمان “ بعد مسيرة حافلة بالعطاء في خدمة المغرب، تخللتها أبرز المناصب الحكومية والتمثيل الدبلوماسي. الراحل، ابن مدينة الرماني المولود في 22 فبراير 1932، وافته المنية بعد صراع مع المرض.
وبهذه المناسبة الأليمة، تتقدم إدارة الجريدة الإلكترونية le7tv بأصدق عبارات التعزية والمواساة إلى جميع أفراد عائلة الراحل ” عبد القادر بنسليمان ” ، راجين من العلي القدير أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة، ويسكنه فسيح جناته.
ورقة تعريفية عن الراحل :
بدأ بنسليمان مسيرته بعد إتمام تعليمه الأولي بمسقط رأسه والثانوي بالرباط، ليلتحق بجامعة تولوز الفرنسية ويحصل منها عام 1957 علىالإجازة في القانون والعلوم السياسية. وانطلقت مسيرته المهنية مبكراً، حيث تقلد بين 1957 و1961 مناصب رفيعة بديوان وزير الماليةكملحق، ثم نائب مدير ورئيس للمصالح الإدارية، فمدير للميزانية ومراقب مالي.
ارتبط اسمه بشكل وثيق بالمشهد الحكومي المغربي في السبعينيات. فقد عينه الملك الراحل الحسن الثاني في 20 نوفمبر 1974 وزيراًللتجارة والصناعة والمناجم والملاحة التجارية ضمن الحكومة الرابعة عشرة برئاسة أحمد عصمان. ثم تولى حقيبة وزارة المالية خلفاً لبنسالمجسوس في تعديل حكومي لاحق في نفس العام (1974)، واستمر في هذا المنصب الحيوي حتى عام 1977.
كما شغل بنسليمان منصب وزير السياحة عام 1991، وكان الملك الحسن الثاني يثمن قدراته، واصفاً إياه بـ“رجل الأزمات الاقتصادية“،نظراً لنجاحه السابق في إدارة البنك الوطني للإنماء الاقتصادي الذي ترأسه كمدير عام عام 1978. وتنوعت خبراته في المجال الاقتصادي،حيث شغل مناصب مراقب ببنك المغرب، ومتصرف دولة لدى الصندوق المغربي للأسواق وصندوق القروض العقارية، ومتصرف لدى البنكالوطني للتنمية الاقتصادية، إضافة إلى انتخابه رئيساً لمجلس ولاة البنك الإفريقي في يوليو 1974.
أما على الصعيد الدبلوماسي، فقد مثل المغرب في محطات دولية رفيعة المستوى، فتولى السفارة لدى المجموعة الأوروبية في بروكسل، ثمسفيراً في بون (ألمانيا)، ليعين بعدها سفيراً لدى الجزائر في نهاية التسعينيات، ثم سفيراً لدى تونس من 3 فبراير 1995 حتى عام 2001،كما ترأس اللجنة المكلفة بشؤون المغرب العربي بتونس.
رحل عبد القادر بنسليمان تاركاً وراءه إرثاً من الخبرة الاقتصادية والكفاءة الدبلوماسية، في مسيرة امتدت عبر عقود من الخدمة في دوائرصنع القرار وتمثيل المملكة على الساحة الدولية.
