مشروع تحلية المياه يُحرج الحكومة.. نبيل بنعبد الله يُفجّر الجدل تحت قبة البرلمان

في سابقة من نوعها في تاريخ الحكومات المغربية، وجه محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، انتقادات لاذعة لرئيس الحكومة عزيز أخنوش، بسبب دفاعه العلني عن مشروع بقيمة 6.5 مليار درهم، يخص محطة تحلية مياه البحر بمدينة الدار البيضاء.
وخلال الدورة السادسة للجنة المركزية للحزب، اعتبر بنعبد الله أن ما قام به رئيس الحكومة يتنافى مع مبدأ فصل السلط ويثير الشبهات حول مدى استقلالية السلطة التنفيذية عن باقي المؤسسات الدستورية. وأوضح أن هذا التحرك يُعدّ سابقة خطيرة، لم يُقدم عليها أي رئيس حكومة أو وزير أول في تاريخ المغرب، إذ من المفترض أن تظل الحكومة بعيدة عن الترافع المباشر حول مشاريعها المالية داخل البرلمان.
وأضاف بنعبد الله أن هذا “الترافع العلني” أمام المؤسسة التشريعية يمس بمبدأ الشفافية ويبعث برسائل مقلقة حول طريقة تدبير المشاريع العمومية، خاصة حين يتعلق الأمر بأرقام ضخمة تُموَّل من المال العام.
هذا الموقف يأتي في سياق تزايد الانتقادات الموجهة للحكومة بشأن تدبيرها لعدد من المشاريع الاستراتيجية، في وقت يعيش فيه المغرب تحديات بيئية ومائية متزايدة، جعلت من تحلية مياه البحر خيارًا استراتيجيًا، لكنه محفوف بالتساؤلات حول الحكامة والنجاعة.
ويُنتظر أن تثير هذه الخرجة السياسية الجديدة جدلاً واسعًا في الأوساط البرلمانية والإعلامية، خاصة وأنها تمسّ مشروعًا حساسًا يتعلّق بالأمن المائي للعاصمة الاقتصادية، في ظل ندرة الموارد الطبيعية وتزايد الطلب على الماء الشروب.