ما حدث في ديربي الشرق الذي جمع مولودية وجدة بالنهضة البركانية شيء يندى له الجبين بل يسيئ إلى
صورة الممارسة الكروية ببطولتنا، وإلى الخطوات التي قطعتها بلادنا في تلميع الصورة المتعلقة بتنظيم
التظاهرات الكبرى، بل خلف ذلك الهجوم على مرافق الملعب الشرفي أضرارا جسيمة وهو الذي كان
يخضع للإصلاح، بحيث وبطريقة همجية إقتلعت الجماهير الكراسي والعشب الطبيعي للملعب، بل الأكثر
من ذلك دخلت الجماهير في إشتباكات خطيرة وقع على إثرها توقيفات وإعتقالات، والخطير في الأمر أن
الشغب والإعتداءات طالت حتى الساكنة المجاورة للملعب، وتعرضت العديد من السيارات لتكسير
زجاجها.
الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعلم علم اليقين بأن الملعب لم يكن جاهزا بحيث الأشغال مازالت
جارية به، ونتساءل في هذا الصدد كيف سمحت لنفسها تسليمه لمسؤولي المولودية؟ ولماذا تملصت
الجامعة من مسؤوليتها وألقت اللائمة على مسؤولي المولودية لكونهم هم سبب ما حدث عند نهاية المباراة
لكونهم هم من أرادوا فتح الملعب الشرفي قبل الإنتهاء من أشغاله؟
وبدورنا نتساءل كيف للجامعة سمحت بتسليم الملعب يوم الثلاثاء وهو غير جاهز، فهل يعاقب فوزي لقجع
رئيس الجامعة نفسه لكونه خرق القانون في ذلك، ثم هل يقدم نفسه للجنة العقوبات حتى تكون هناك
مصداقية في الممارسة.
ما حدث بوجدة شيء خطير، بل إساءة لبلدنا، وتجب المحاسبة والضرب بيد من حديد على كل من خرب
الكراسي وأرضية الميدان والمرافق المجاورة.
