رياضة

وقع الشغب… علقوا الجمهور

قبل إعطاء أحكام قيمة يجب أن ندرك أن ما يقع في المدرجات سواء كان سلبيا، أم إيجابيا، هو نتاج منظومة كاملة متكاملة، بداية من المسؤولين على القطاع، ومرورا بالصحافة، نهاية بالحكام والجمهور.. لكن الغريب في الأمر، أن لا أحد يريد أن يضع اللوم على نفسه .

أولا : شغب المسؤولين .. وفشل إستراتيجية مكافحة الشغب في الملاعب

في مارس 2016 تم رصد 30 مليار سنتيم لاستراتيجية مكافحة الشغب في الملاعب الوطنية، مرت 3 سنوات على وضع الاستراتيجية، لكن مازالت أحداث العنف والفوضى، ومشاكل التنظيم في المباريات مستفحلة، بل تفاقمت أكثر وأكثر، الشيء الذي يؤكد فشل هذه الاستراتيجية.

وتقف عدة أسباب وراء هذا الفشل، أهمها الاختلالات التي طبعت صفقات برنامج مكافحة الشغب، وسوء استعمالها، وسوء تدبيرها، وأزمة العنصر البشري، إضافة إلى الأسباب المعروفة للظاهرة بشكل عام.

هل يستطيع الزملاء الصحفيين الحديث عن الاستراتيجية، والميزانية التي رصدت لها ؟؟

ثانيا : عدم احترام أخلاقيات صاحبة الجلالة يساهم في الشغب …

أصبحت الصحافة الرياضية تساهم في ظاهرة الشغب كذلك عن قصد، أو عن غير قصد، حيث أصبحت تلعب دورا سلبيا في تغذية الخلافات، ووضع المكائد، ورفع منسوب التعصب الرياضي، وسبب هذا هو عدم الحياد، والشفافية، والموضوعية، وأهم شيء المصداقية.

عندما ينشر صحفي رياضي مادة عن فريق ما بشكل سيء، فقد ساهم في ظاهرة الشغب، وعندما يمرر مقدم برنامج، أو “واصف رياضي”، مغالطات، أوإحصائيات مغلوطة عن فريق، ما فهذا جزء من الشغب، والفتنة لأنه يهيج عددا كبيرا من الجماهير.

ثالثا : هل لنا فعلا حكام يعملوا بكل شفافية ونزاهة ؟

كلنا نعلم أن الحكم إنسان يصيب، ويخطئ وينسى، ويسهو، لكن الأمر زاد عن حده في الجولات الأخيرة للبطولة الاحترافية، احتجاجات هنا، وهناك الأندية تراسل الجامعة، بلاغات استنكارية، جماهير غاضبة من الحكام … إلخ، بات اليوم الأمر، يحتم شفافية أكثر في التعاطي مع مسألة الحكام لأن صافرة خاطئة قد تؤدي الى كارثة.

رابعا : وقع الشغب … علقوا الجمهور

وحين نتحدث عن الجمهور المتهم الأول، دائما ما نعتمد على مقولة الفئة القليلة، فعلينا أن نتفهم أن ما يحدث لم يعد يصدر من فئة قليلة وإنما بات بشكل جماعي، وأي تهاون من مسؤول، أو تصريح ابتزازي من مقدم برنامج، أو “واصف رياضي”، أو صافرة خاطئة من حكم المقابلة فقد يمكن أن يقلب المدرجات رأسا على عقب …

خامسا : القضاء على الشغب يساوي وقف المؤامرة

وإذا أردنا اليوم القضاء على ظاهرة الشغب فيجب أن نلغي ثقافة المؤامرة بفصل الرياضة عن السياسة والعمل بأخلاقيات الصحيحة لصاحبة الجلالة (الصحافة)، وأن نعمل بكل شفافية ومصداقية دون إملاءات …

 

أمين الشطيبة

قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق