قمة تونس والحدث التاريخي بالرباط
في الوقت الذي كان بعض الزعماء العرب يراجع مسودة مداخلته في القمة العربية بتونس كانت هناك قمة اخرى تعقد في الرباط بين قامتين دينيتين عظيمتين جلالة الملك محمد السادس أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس، وقداسة البابا فرنشيسكو بابا الكنيسة الكاثوليكية في حدث تاريخي عنوانه افشاء قيم السلام والمحبة والاخاء ودعوة لبناء مرحلة جديدة في العلاقات بين الشعوب على أساس المشترك الانساني واحترام وقبول الاخر .
لقد اثمر لقاء الملك محمد السادس والبابا فرنشيسكو التوقيع على اعلان القدس الداعي الى الحفاظ هذه المدينة تراثا مشتركا للديانات الثلاث ، وحماية الطابع الخاص المتعدد الاديان والبعد الروحي والوية الثقافية الخاصة للقدس الشريف.
وقد تخللت زيارة البابا للمغرب عدد من الانشطة ابرزها القداس الديني الذي اقيم بالمجمع الرياضي مولاي عبد الله والذي حضره نحو 10 الاف شخص من المصلين الدين يعيشون في المغرب ويمارسون عبادتهم بكل حرية وطمانينة ويشهد هذا الامر على انفتاح المملكة المغربية وسعة ورحابة صدور المغاربة الذين قبلوا بالاخر واسسوا فضاء للحوار البناء والتسامح وذلك منذ مئات السنين ولا زالت هذه اعرافهم وتقاليدهم واخلاقهم بما عرفوا وتميزوا عن سائر الشعوب والامم.
وبالموازاة مع هذه القمة الناجحة المثمرة لم تستطع القمة العربية المنعقدة بتونس ان تجمع كلمة المؤتمرين على بيان عملي موحد فكانت بعض المداخلات عبارة عن انشاءات مجتها الاسماع وملت من تكرارها.
كما ثمنت كلمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدور الريادي الذي يقوم به الملك محمد السادس باعتباره رئيسا للجنة القدس وكذا المهام وللانجازات التي يضطلع بها بيت مال القدس الشريف