رياضة

أوسكار فيلوني…حكاية مدرب أحدث ثورة كروية بالمغرب

تحل اليوم الأربعاء الذكرى الثانية لرحيل واحد من أعظم المدربين الذين مروا على الكرة الوطنية ويتعلق الأمر بالداهية الأرجنتيني أوسكار فيلوني.
قدم أوسكار إلى المغرب صيف 1998 ليوقع مع الرجاء الرياضي بعد مسيرة جد ناجحة رفقة أسيك ميموزا الإيفواري حيث حقق معه لقب عصبة الأبطال الإفريقية أمام مواطنه ديناموس وكأس السوبر أمام الترجي التونسي، وسيخلق بعدها ثورة كبيرة في صفوف النسور الخصر حيث سيساهم في بروز عدد من اللاعبين الشباب أمثال: زكرياء عبوب، محمد أرمومن، عادل السراج…إلخ وسيحقق لقب البطولة في أول موسم له والأفرو أسيوية واللقب الثاني تواليا على مستوى دوري الأبطال في مباراة رمضانية للتاريخ أمام الترجي التونسي في قلب المنزه وبعشرة لاعبين بعد طرد ظالم للقائد عبد اللطيف جريندو في الدقائق الأولى من عمر اللقاء، وسيتأهل الفريق على إثره لأول نسخة من كأس العالم للأندية والتي أقيمت حينها بالبرازيل وسيقدم أداءا باهرا أمام أندية عملاقة وعلى رأسها ريال مدريد.
وفي سنة 2001 سينتقل أوسكار للجار الوداد الرياضي بحيث سيكتب تاريخا جديدا في مسيرته الذهبية إذ سينتصر على الرجاء في لقاء الديربي بثلاثية نظيفة، وكادت أن تكون الحصيلة التهديفية أكبر لولا تهاون رضوان العلالي أمام الشباك، وسيستطيع الداهية في نفس السنة الحصول على لقب كأس العرش بعد لقاء مثير أمام المغرب الفاسي حسم بهدف ذهبي من أقدام العنصري، وسيتمكن أيضا من إضافة خامس لقب قاري في مشواره في مسابقة كأس الكؤوس أمام أشانتي كوتوكو الغاني برأسية مصطفى طلحة كما قاد الفريق الأحمر للوصول لنهائي كأس العرب سنة 2008 لكنه خسر اللقب أمام وفاق سطيف الجزائري.
وإنتقل أوسكار صيف 2009 لصفوف النادي القنيطري ولن يتحصل معه على ألقاب لكنه استطاع صنع مجموعة قوية من اللاعبين الشباب، وترك إسمه محفورا في مدينة القنيطرة نظرا لطيبوبته واحترافيته التامة أثناء إشرافه على العارضة الفنية لممثل الغرب.
ولكن يبقى الجزء المظلم في مسيرة أوسكار هو التهميش الذي تعرض له من طرف الأندية المذكورة بحيث دائما ما كانت تقدم له وعود بتكريم يليق بمسيرته الحافلة بالإنجازات التي حققها برفقتها.
 وعاش فيلوني وضعا مريرا بحيث عانى الجوع والفقر وتوفيت زوجته بسبب السرطان لعدم قدرته على تغطية مصاريف علاجها، ولولا فتح إذاعة “راديو مارس” الباب تجاهه وقامت بتشغيله كمحلل رياضي لتعرض للتشرد والمبيت في الشوارع.
إذن أوسكار فيلوني سيظل رمزا من رموز الكرة المغربية فقد أحب المغرب أكثر من المغاربة أنفسهم، وقدم الغالي والنفيس من أجل جعل راية الوطن خفاقة في المحافل الدولية.

قد يعجبك ايضا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق