اتهم الرئيس السوري بشار الأسد الاثنين فرنسا بـ”دعم الإرهاب” في بلاده مشيرا إلى أنه لا يحق لباريس التحدث عن السلام في سوريا. وتأتي هذه الانتقادات الحادة للأسد غداة بث لقاء تلفزيوني للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قال فيه إن الأسد سوف يلاحق “على جرائمه أمام شعبه، وأمام القضاء الدولي”.
وجه الرئيس السوري بشار الأسد اليوم الاثنين انتقادات حادة إلى فرنسا التي اتهمها بـ“دعم الإرهاب“، معتبرا أنه“لا يحق لها التحدث عن السلام“ في بلاده، على خلفية مواقف عدة صدرت من باريس اتهمت دمشق بعرقلة جهود تسوية النزاع.
وقال الأسد في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية (سانا) عقب لقائه وفدا روسيا في دمشق “فرنسا كانت منذ البداية رأس الحربة بدعم الإرهاب في سوريا ويدها غارقة بالدماء السورية منذ الأيام الأولى، ولا نرى أنهم غيروا موقفهم بشكل جذري حتى الآن”.
واعتبر الأسد أن الفرنسيين “ليسوا فى موقع أو موقف يقيم مؤتمرا يفترض بأنه مؤتمر للسلام“ مشددا على أن “من يدعم الإرهاب لا يحق له أن يتحدث عن السلام، عدا عن أنه لا يحق لهم أن يتدخلوا في الشأن السوري أساسا“.
وتأتي تصريحات الأسد غداة اعتبار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن “المطلوب إذن التحدث إلى بشار ومن يمثلونه“، مشددا على أن هذا لن يعفيه من أن “يحاسب على جرائمه أمام شعبه، أمام القضاء الدولي“.
وكان مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية اتهم الجمعة دمشق بانتهاج “استراتيجية العرقلة” في جولة مفاوضات جنيف التي انتهت الخميس من دون تحقيق أي تقدم.
وقال “نأسف لموقف النظام السوري الذي رفض المشاركة في المحادثات منذ28 تشرين الثاني/ نوفمبر “تاريخ انطلاق الجولة الأخيرة التي تغيب الوفد الحكومي عن جزء منها ورفض الدخول في مفاوضات مباشرة مع وفد المعارضة. وأسف المبعوث الدولي الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا الخميس لـ“إضاعة فرصة ذهبية“، منتقدا رفض الحكومة السورية التحاور مع المعارضة.
وتعول دمشق على مؤتمر حوار سوري تعتزم موسكو تنظيمه في سوتشي في الشهرين المقبلين، من دون تحديد موعده، الأمر الذي تعتبره المعارضة السورية وقوى غربية محاولة “التفاف“ على مسار جنيف.
وقال الأسد في تصريحاته الاثنين “في جنيف الأشخاص الذين نفاوضهم لا يعبرون عن الشعب السوري، لا يعبرون ربما حتى عن أنفسهم في بعض الحالات. الجانب الآخر هو أننا في سوتشي وضعنا محاور واضحة لها علاقة بموضوع الدستور وبما يأتي بعد الدستور من انتخابات وغيرها“.
وعلى غرار جولات التفاوض السابقة، اصطدمت الجولة الأخيرة بتباين وجهات النظر إزاء مصير الأسد. إذ تتمسك المعارضة بمواقفها المعلنة، رغم الضغوط الدولية، بتنحيه مع بدء الانتقال السياسي، فيما ترفض دمشق خوض أي مفاوضات مباشرة ما لم يتم التخلي عن هذا المطلب.
ومنذ اندلاع النزاع في سوريا، أعلنت فرنسا دعمها للمعارضة السورية وطالبت مرات عدة بتنحي الأسد عن السلطة، وقطعت علاقاتها الدبلوماسية مع دمشق. وإثر الاعتداءات التي استهدفت باريس في 2015، تراجعت حدة الموقف الفرنسي من النظام السوري بعدما باتت أولوية باريس محاربة التنظيمات الجهادية في العراق وسوريا.