رحلت الاثنين بمنطقة زعير الفنانة الشعبية زهرة الحامدي (خربوعة)، التي تعد أيقونة العيطة الزعرية، بعد صراع طويل مع المرض، مخلفة ريبرتوارا فنيا غنيا.
وكانت الانطلاقة الفعلية لخربوعة، التي أضحت رائدة لفن العيطة بامتياز، لدى لقائها بأحد رموز هذا الفن الشعبي، وهو الفنان محمد الهلالي (الملقب بصالح العواك)، وشكلت إلى جانبه ثنائيا أطرب أجيالا من الشغوفين بفن العيوط الزعرية بالخصوص، وحفظ تراثها.
فقد نقلت بصوتها المتميز آمال الناس البسطاء وآلامهم، وأرخت لزعير وللأحداث التي عرفتها المنطقة، والبلاد عموما، على مدى عقود من الزمن. ففي عهد الحماية ولدى نفي الملك محمد الخامس، تعرضت الفنانة الشعبية، للاعتقال إثر ارتجالها سنة 1953 أغنية منددة بنفي السلطان الشرغي للبلاد ما اضطرها إلى مغادرة قبيلة الكناديز المجاورة لمنطقة زعير التي ازدادت بها سنة 1929 والاستقرار ببلدة الرماني.
وقصت خربوعة شهرا حبسا بالسجن المحلي بالرماني، وشهرا آخر بسجن وادي زم ، وشهرا ثالثا بسجن خريبكة ، وفترة أخرى بسجن ابن أحمد، وسنة كاملة في سجن اغبيلة بالدار البيضاء إلى أن أفرج عنها بعد عودة الملك محمد الخامس إلى عرشه.
تم تكريم الفنانة الشعبية خربوعة بمهرجان آسفي لفن العيطة وبالمسرح الوطني محمد الخامس بالرباط (ليلة الرواد).