أكدت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر أن المديرية الجهوية للأطلس المتوسط تنهج مقاربة أمنية زجرية لمواجهة استنزاف الثروات الغابوية.
وذكر بلاغ للمندوبية، اليوم الأربعاء، ردا على ما تناقلته مؤخرا مواقع التواصل الاجتماعي بخصوص ما أسمته “تعرض الثروة الغابوية بمنطقة تونفيت للاستنزاف و الاجتثاث”، أن هذه المقاربة تتم في إطار استراتيجية مشتركة مع السلطات المعنية تستهدف المخالفين، خاصة الذين يتكتلون في إطار عصابات منظمة تنشط في مجال قطع وتخزين وتهريب المواد الغابوية ذات مصدر غير قانوني.
وأضاف البلاغ أن المندوبية الجهوية تعمل على حماية الموارد الغابوية بدعم من الوحدات الغابوية التابعة لها وبالإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لحمايتها وتدبيرها بصفة مستدامة وإعداد إجراءات استعجاليه عملية منسقة وسريعة بمعية شركائها الآخرين، تتمثل في ثلاث تدابير أساسية.
وتهم هذه التدابير إحداث لجن للتنسيق تضم القطاعات المعنية، في إطار تفعيل الدورية المشتركة بين وزارة العدل ووزارة الداخلية والمندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر تحت عدد 321 بتاريخ 20 يناير 2011 تتعلق بخطة عمل لمحاربة ظاهرة الاعتداء على الثروات الغابوية والتصدي للاعتداءات على المشرفين على حراستها.
وتشمل هذه التدابير أيضا ضبط ومراقبة المجال الغابوي من خلال تفعيل جهاز الرقابة في المناطق المستهدفة و دعم ثلاث تعاونيات غابوية، إضافة إلى القيام بعمليات التفتيش والمراقبة داخل المستودعات ومراكز التحويل، والتدقيق في سجلات المراقبة الخاصة بأوراش النجارة من طرف رؤساء المناطق المعنية.
وأسفرت هذه التدابير، يضيف البلاغ، عن تقليص وتيرة قطع الأشجار، حيث تم تسجيل قطع 735 شجرة في سنة 2017 مقابل 1158 سنة 2015، وتوقيف 20 مخالفا، وحجز 42 مترا مكعبا من خشب الأرز، وثمان سيارات و أزيد من 100 دابة، فضلا عن تفعيل مساطر تبليغ وتنفيذ الاحكام بتنسيق مع السلطات المختصة (أكثر من 1000 حكم نهائي).
من جهة أخرى، تم عقد اتفاقية شراكة مع عمالة إقليم ميدلت والجماعة القروية لسيدي يحيى أو يوسف وجمعية الأعالي لحرفيي النجارة، بهدف حماية الموارد الغابوية عبر تنظيم مزاولة حرف النجارة بمنطقة بوعادل من خلال تجميع الأوراش في مركب حرفي، لتيسير عملية المراقبة والتزام الحرفيين باستعمال مواد ذات مصدر قانوني. كما تلتزم الجماعة القروية بسحب رخص النجارة من المخالفين و عدم منحها إلا في إطار المركب الحرفي.
وأكدت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر، أن من ضمن أولويات الاستراتيجية التي تتبناها، مكافحة الجنح الغابوية والتصدي للعصابات المنظمة التي تنشط في مجال قطع وتهريب الثروة الغابوية بالأطلس المـتوسط بهدف حماية المجال الغابوي، خاصة غابة الأرز والعمل على إعادة تأهيل المنظومة الغابوية من خلال إنجاز مشاريع مندمجة مجالية ذات مقاربة تشاركية.
وأضافت أنه تفعيلا لبنود المخطط العشري 2015- 2024، تعمل المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بالأطلس المتوسط على إنجاز مشاريع مندمجة مجالية تتمحور حول تشجير وتخليف الغابات والمحافظة على المياه والتربة ومحاربة زحف الرمال وتجهيز وتأمين الملك الغابوي وفك العزلة عن الساكنة المجاورة للغابات، فضلا عن تدخلات أخرى مدرة للدخل كتوزيع الأشجار المثمرة وتوزيع خلايا النحل.
وتفعيلا لمقاربة القرب، تضيف المندوبية، تم العمل على تأطير وتنظيم الساكنة المحلية في إطار جمعيات رعوية وتعاونيات غابوية تساهم بشكل ملموس في رفع وتنويع دخل الساكنة المحلية، وفي حماية الغابات وحراستها من العصابات المنظمة، مشيرة إلى أن 22 جمعية رعوية استفادت إلى حدود الآن من مبلغ إجمالي يفوق 5 ملايين درهم كتعويض عن حق الرعي همت مساحات مغروسة تقدر ب 20 ألف هكتار. كما تم على صعيد الجهة إبرام عقود شراكة مع 20 تعاونية بمبلع يفوق 26 مليون درهم.
وخلصت المندوبية السامية للمياه والغابات ومحاربة التصحر إلى أن مجهوداتها متواصلة للمحافظة على الموروث الغابوي والتصدي لكل انتهاك، آخذة بعين الاعتبار احتياجات الساكنة المحلية من جهة، وتحقيق التوازن البيئي من جهة أخرى.