قراءة في تطلعات المنتخب المغربي في ثالث مشاركته في مسابقة الشان

يتطلع المغرب وهو يحتضن نهائيات الدورة الخامسة لكأس الأمم الإفريقية للاعبين المحليين في كرة القدم، التي ستنطلق يوم 13 يناير المقبل، إلى كسب رهان التنظيم وتتويج مشاركته الثالثة في هذا العرس القاري بإحراز أول لقب في تاريخ الكرة المغربية.

وسيكون أبناء المدرب جمال السلامي، في مهمة البحث عن الفوز، بعد القرعة السهلة نسبيا، والتي أوقعت “الأسود” في المجموعة الأولى إلى جانب منتخبات موريتانيا والسودان وغينيا.

وحتى تكون النخبة الوطنية في مستوى هذا الرهان المزدوج (تنظيم الدورة وإحراز اللقب) فقد استعد أبناء السلامي بشكل جيد من شأنه أن يمكنها من تجاوز دور الربع الذي توقف عنده مشوار المنتخب الوطني في الدورة الماضية برواندا، بل والذهاب أبعد من ذلك.

وكما أكد المدرب الوطني جمال السلامي فإن “العناصر الوطنية لعبت أكثر من 16 مباراة ودية أمام منتخبات عربية وإفريقية مختلفة، مكنتنا من تصحيح الكثير من الأمور، وجعلتنا نقترب أكثر مما تحتاجه المجموعة”.

وشدد على أن “مواجهتنا لمنتخبات شاركت في أمم إفريقيا التي احتضنتها الغابون مثل مالي وبوركينا فاسو، أكسبت اللاعبين ثقة أكبر، ووضعتنا أمام ما ينتظرنا خلال النهائيات”.

وأضاف في هذا الصدد، أن المجموعة التي ستدخل غمار المنافسة تظل متوازنة على مستوى كل الخطوط بالرغم من بعض الغيابات، نظرا لقيمة اللاعبين الذين تم استدعاؤهم، والذين أبانوا عن حماس واستعداد كبيرين للظهور بشكل جيد.

وسيعمل المنتخب المغربي، الذي سيدخل هذه التجربة الإفريقية لثالث مرة، على استغلال المعنويات العالية لعناصره التي أبلت البلاء الحسن في المنافسات الإفريقية على صعيد الأندية، وظهرت بوجه مشرف ونجحت في فرض وجودها، واستثمار المناخ الإيجابي الذي أحدثه تأهل أسود الأطلس إلى كأس العالم روسيا 2018.

ويبقى الهدف الأسمى للعناصر الوطنية هو تحقيق نتيجة إيجابية، خاصة في المباراة الأولى التي ستجمعها بنظيرتها الموريتانية بالمركب الرياضي محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، في افتتاح الدورة لكونها ستشكل مفتاح التأهل إلى الدور الثاني.

وكان المنتخب الوطني المحلي قد تأهل إلى نهائيات الدورة الخامسة لكأس الأمم الإفريقية للمحليين على حساب المنتخب المصري، إثر تعادله معه ذهابا (1-1)، وفوزه عليه إيابا (3-1).

وانطلقت أولى دورات كأس الأمم الإفريقية للمحليين سنة 2009 بكوت ديفوار وعرفت مشاركة ثمانية منتخبات فقط، غير أن المنتخب المغربي لم ينجح في كسب تأشيرة التأهل، وأُقصي من طرف المنتخب الليبي بعدما فاز ذهابا بالمغرب 3-1 وانهزم إيابا بطرابلس 3-0، حيث كان يدربه آنذاك الراحل عبد الله بليندة.

وحظي منتخب الكونغو الديمقراطية بشرف نيل لقب أول دورة من كأس الأمم الإفريقية للمحليين بفوزه في النهاية على منتخب غانا.

وشهدت دورة 2011 التي احتضنتها السودان بمشاركة 16 منتخبا، غياب الكرة المغربية، بعد خروج منتخب المحليين الذي كان يقوده مصطفى الحداوي، أمام المنتخب التونسي بتعادله معه 2-2 في مباراة إياب الدور الأول بملعب المركب الرياضي محمد الخامس، بالدار البيضاء، وتعادلهما بنتيجة 1-1 في مباراة الذهاب بالملعب الأولمبي في مدينة سوسة.

وعرفت دورة 2014 التي نظمتها جنوب إفريقيا بدلا من ليبيا التي تنازلت عن التنظيم لاعتبارات أمنية، تأهل المنتخب المغربي لأول مرة، حيث قاد المدرب حسن بن عبيشة “الأسود”، غير أن مشوارهم توقف على يد منتخب نيجيريا في دور ربع النهاية، بالهزيمة (4-3) في الشوطين الإضافيين بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (3-3).

ونال منتخب ليبيا لقب الدورة عقب تغلبه في المباراة النهائية على منتخب غانا بالضربات الترجيحية (4-3).

كما كانت المشاركة في الدورة الرابعة برواندا فاشلة، حيث خرج المنتخب المحلي المغربي من الدور الأول، مع المدرب محمد فاخر.

وكان المنتخب المغربي قد بلغ هذه النهائيات بعد تفوقه على نظيره التونسي بنتيجة 3-2 على أرضية ملعب رادس برسم إياب الجولة الرابعة من تصفيات منطقة شمال إفريقيا، ليعزز بذلك مركزه في الصدارة بـ10 نقاط، فيما جاء المنتخب التونسي ثانيا بـ4 نقط، علما أن المنتخبين ضمنا تأهلهما منذ الجولة الثالثة التي كانا قد فازا فيها على المنتخب الليبي صاحب الصف الأخير.

وكان ذهاب هذه التصفيات قد جرى بالدار البيضاء، حيث أنهاها المنتخب المغربي في المركز الأول بأربع نقط جمعها من تعادل مع تونس (1-1) وفوز عريض على ليبيا (3-0) ذهابا (4-0) إيابا وانتصار على نسور قرطاج (3-2).

وأوقعت قرعة نهائيات بطولة إفريقيا للاعبين المحليين لكرة القدم، التي جرت عملية سحبها بالرباط، المنتخب المغربي في المجموعة الأولى التي ستجرى منافساتها بالمركب الرياضي محمد الخامس بالدار البيضاء، إلى جانب منتخبات غينيا والسودان وموريتانيا.

وضمت المجموعة الثانية التي ستقام منافساتها بالملعب الكبير بمدينة مراكش منتخبات كوت ديفوار وزامبيا وأوغندا وناميبيا، فيما جمعت المجموعة الثالثة التي ستقام منافساتها بالملعب الكبير بطنجة منتخبات ليبيا ونيجيريا ورواندا وغينيا الاستوائية.

أما المجموعة الرابعة التي ستحتضنها مدينة أكادير بالملعب الكبير، فضمت منتخبات أنغولا والكاميرون والكونغو وبوركينا فاسو.

وكان منتخب نيجيريا حل ثالثا في دورة 2014، التي أقيمت في جنوب أفريقيا، إلا أنه فشل في بلوغ الأدوار الإقصائية العام الماضي.

وسيكون منتخب ليبيا الوحيد من المنتخبات الـ16 المشاركة، الذي سبق له إحراز اللقب، أما منتخب رواندا المشارك أيضا في المجموعة الثالثة، فكان آخر المتأهلين بفوزها في الملحق على إثيوبيا.

ويذكر أن الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم كانت قد قررت اعتماد التحكيم بالفيديو، أو ما يعرف بحكم الفيديو المساعد، في دورة هذه السنة في أول تجربة على الصعيد الإفريقي والتي ستطبق انطلاقا من الدور ربع النهائي لهذه المسابقة.

ويشار إلى أن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بدأ باستخدام تقنية حكم الفيديو المساعد في كأس العالم 2017 لأقل من 20 سنة ثم في كأس القارات التي أقيمت أوائل الصيف الماضي في روسيا، وتطبق أيضا هذا الموسم في البطولتين الإيطالية والإسبانية.

Comments (0)
Add Comment