إرفعوا الستار .. المايسترو عانق الحرية

سكوادرا” .. هو ذلك الشخص الذي كان قبل مباراة الحسيمة وما عرفته من أحداث، حبيب الجميع، مهندس لوحات لطالما افتخرتم بها، يؤطر الآلاف من المغرمين بحب الرجاء، فنانهم ومايسترو ضفتهم بل سفيرها، “سكوادرا” هو ذلك الشخص الذي حمل راية المغرب بالملاعب الجزائرية، بل وصاح بصوت عال”الصحراء مغربية”.

 فمنذ متى والإلتراس تنشط بطريقة غير قانونية، وهي تلك الحركية الموجودة بالمغرب منذ سنة 2005 ؟ بل بين الفينة والأخرى كان يتغنى رفقتها أجهزة دولة ومسؤولين كبار، والذاكرة تؤكد الاستعانة بها في مباريات المنتخب الوطني المغربي … وفي رواية أخرى، “الدخول إلى أرضية الملعب بدون سبب مشروع” هي من بين التهم التي ورطت “سكوادرا”، حسنا، لا أعتقد أنها المرة الأولى التي ينزل فيها زكرياء إلى أرضية الملعب، وأمام أعين المسؤولين، وباقي القصة يعلمها الجميع، ملخصها “طلع تاكل الكرموس نزل شكون قالها لك” … فأين كان القضاء حينها ؟

هو “كابو الرجاء”، مصطلح افتخرت به مكونات النادي الأخضر من الرئيس إلى اليوعري، فمن منا لا يتذكر تلك الصورة التي نشرها في وقت سابق محمد بودريقة على حسابه بالفيسبوك، وهو بمدرج “الماكانا” وحوله مجموعة من أفراد الإلتراس، حيث علق عليها قائلا: “أحسن لقب طوال مسيرتي في منصب رئيس الرجاء”، وفي نفس موسم التقاط الصورة، عرفت خزينة الرجاء أرباحا قياسية، نظرا للحضور الجماهيري الكثيف، بفضل “الكابو سكوادرا”، والحماس والأجواء الاحتفالية التي يخلقها بين الجماهير في المدرجات، إلى حدود كتابة هذه الأسطر تبدو الحكاية جميلة، إلى أن وقع ما وقع يوم السبت الذي أطلق عليها البعض “الأسود” … عذرا فلا سواد مع “فلامة” مشجع تضيء ظلام الملايين، وأنتم شاهدون على ما أقول … نفس “الكابو” كان رفقة الفصائل يهلل بـ”معك يا الخضرا جامي نلاشي”، فأجابه مكتب الرجاء ببيان استنكاري، محتواه تحميل المسؤولية للفصائل المتطاحنة، والتي شوهت سمعة الرجاء، كما أنه بريء منها حسب البيان.

لا أحد ينكر أن جل رواد الملاعب، سواء أفراد الإلتراس أو المتفرج العادي، تألموا لوفاة الرجاويين أشرف وعز الدين وقبلهم الوداديين أيوب نافوخي وحمزة بقالي وآخرون، فمهما اختلفت الألوان والأحداث وكيفية الوفاة، يبقى السبب واحد، وهو شغب يتحمل المسؤولية فيه المجتمع، الأسرة، صناع القرار، الإعلام، المنظومة الكروية بحكامها ولاعبيها ثم المدرسة، وليس “زكرياء بالقاضي” فرجاء لا تعيد الكرﱠة مع “سكوادرا”.

حسنا وصلة بالموضوع … فقد شكلت الأيام ، عاما و 10 أشهر، و توالت الأحداث من شمال المملكة إلى جنوبها، مرورا بالحسيمة، سواء حسيمة الزفزافي أو حسيمة سكوادرا، واستطاع الجمهور الرجاوي نسيان كل شيء، لكنه لم يستطع يوما نسيان زكرياء بالقاضي، كيف ذلك والصغير قبل الكبير يعرف زيكو، الكابو ثم سكوادرا وغيرها من الألقاب، وإن كان عندكم شك فاسألوا ضفة جمهور الرجاء لتخبركم أنه “نو كابو نو بارتي”.

للأسف، شاءت الأقدار بعد ذلك السبت الأسود، أن يصبح لقبه الوحيد هو المظلوم، بل أكثر من ذلك، جعلوا له مكانا وراء القضبان بعدما كان مكانه الوحيد هو “الكورفا سود”، خلف فريق عبر له عن كل إخلاصه وحبه ووفائه بطرق أبهرت عشاق المدرجات في كل أنحاء العالم، على ذكر المدرجات ومن باب التذكير أيضا، فمدرجات ملعب مركب محمد الخامس آنذاك كانت تعرف أعمال صيانة خلفت مسامير وفوضى.

لا عليك “زيكو”، أنت الآن حرا طليقا بين الأحضان و”الشدة في الله” … لكن رجاء إحكي لنا عن “عكاشة سود”، حدثنا عن زلزال يحدث في كل تمريرة من الحافيظي نحو ياجور … وعن هذه المرة يا جمهور الرجاء “طبقها طبقها”.

مهدي عصفاري

Comments (0)
Add Comment