اعتبر معهد الدراسات الأمنية، أحد مجموعات التفكير الأكثر تأثيرا بجنوب إفريقيا، اليوم الخميس، أن المغرب كانت تربطه باستمرار علاقات ثقافية ودينية راسخة مع البلدان الإفريقية، وبالخصوص في غرب إفريقيا.
وأوضحت مجموعة التفكير، في تقرير بعنوان “أثر عودة المغرب للاتحاد الإفريقي” أعدته ليسل لوو-فودران، الخبيرة المعروفة المختصة في القضايا الإفريقية بمعهد الدراسات الأمنية، أن هذه العلاقات التاريخية، التي تشكل أساس “القوة الناعمة” المغربية، تعززت بمرور السنين بفضل برامج التبادل الثقافي والمساعدات الإنسانية.
واستشهد مركز الأبحاث، الذي يوجد مقره ببريتوريا، في هذا الصدد، بمثال الطريقة التيجانية التي يقوم أتباعها، القادمون من جميع أنحاء غرب إفريقيا، بزيارة سنوية لضريح مؤسس الطريقة الموجود بفاس، العاصمة الروحية للمملكة.
واعتبر المركز أن هذه العلاقات التاريخية بين المغرب وغرب إفريقيا، التي تعززت بفضل الزيارات التي قام بها ملوك المغرب للمنطقة، تدعم توجه المغرب كصوت للسلم والاعتدال، وكقوة قادرة على المساهمة في عمليات حفظ السلم بالقارة.
وقالت مجموعة التفكير في تقريرها أن المغرب “أبان مسبقا عن التزامه لصالح الأمن في إفريقيا عن طريق مشاركته الفعلية والفعالة في مهام حفظ السلام، مما أكسبه الاحترام عبر القارة”. مبرزا تأثير عودة المغرب لأحضان الاتحاد الإفريقي.
وذكر المركز في هذا السياق بأن المغرب، ومنذ استقلاله سنة 1956، شارك في العديد من مهمات حفظ السلام بإفريقيا، مضيفا أنه يتوفر حاليا على قوات للقبعات الزرق منتشرة بكل من جمهورية إفريقيا الوسطى و جمهورية الكونغو الديموقراطية.
كما أكد أن المغرب يعتبر مصدرا سخيا للمساعدات لصالح دول القارة، إذ منحت المملكة في شهر غشت 2017 مساعدات إنسانية وساهمت في عمليات إنقاذ ضحايا الفيضانات التي أودت بحياة أكثر من 500 شخص في سيراليون.
وأشارت مجموعة التفكير أيضا إلى زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى جنوب السودان سنة 2017، والتي أطلقت المملكة خلالها العديد من المشاريع التنموية، بما فيها بناء مستشفى.
واعتبرت أن هذه الجهود المبذولة تدل على التزام المغرب الراسخ بمساعدة شركائه الأفارقة، وبالخصوص البلدان التي تواجه صعوبات.