“ليديك” فلوس الجائحة يديهم زعطوط..

حتى ونحن نعيش كبقية خلق الله من الأمم أجواء كورونا المرعبة ونتطلع كل مساء برؤوس حائرة إلى شاشة التلفاز لنعرف أين وصل عدَّادُ الإصابات ومن شُفِيَ ومن غادرنا إلى دار البقاء، وحتى ونحن نترقب أخبار الجائحة بقلوب واجفة وأياد راجفة، خرجت علينا “ليديك” الشركة الفرنسية المُفَوَّض لها تدبير الماء والكهرباء في كازا العامرة بفواتير ملتهبة وأرقام تشتعل غلاءً لِتَحْرق الجيوب أكثر من شمس يونيو القائظة.
وبلا حياء ولا حتى شيء من حُمْرَةِ الخجل وفي الزمن الكوروني ظهرت الأرقام من العدم وفق تقديرات الشركة أو شخص أوكلت له هذه المهمة المستحيلة، فبدأ بِرَصِّ الأرقام ووضعها جنبًا إلى جنب مع شيء من الأصفار، ظَنّاً منه -وبعض الظن إثم- أن الناس في رخاء وارتخاء، وأن “فلوس الجايحة” القادمة من صندوق مُلئَ بالتبرعات هم أولى بها من غيرهم تمامًا مثلما فعلت المدارس الخاصة، التي استفزت الدولة في صندوقها وهي وصمة عار ستظل تلاحق صاحب الفِعْلة طويلًا.
والأغرب من هذا كله أن هناك من ترك داره لظرف ما ولم يستغل ماءها ولا كهرباءها ولا حتى هواء نوافذها، قبل أن يخرج له من فانوس “ليديك” جِنّيُ الأرقام الفلكية، يقول له “شُبّيك لُبّيك هاد الورقة ديال ليديك بين يديك”.
في وقت كان من المفروض أن تتكاثف فيه جميعنا وأن نضع اليد في اليد لنبني مستقل الغد، تمامًا مثل ما يُقال في الشعارات التي تجمع القلوب وتؤلف بين النفوس وتوحد الصفوف. غير أن هناك من كانت له وجهة نظر أخرى، ولا تعنيه مثل هذه الكلمات كونها “ماكَتْوَكَّلش طرف ديال الخبز” وليديك لم تكن تطمع في كسرة خبز حاشا، بل ربما في كعكة ما جاد به الصندوق على من تضرر من الجائحة ماديا ومعنويا ونفسيا.
ولأن المصائب لا تأتي فرادى وفي واحدة من المشاهد العجيبة انقطع التيار الكهربائي صباح الأربعاء الماضي عن مدينة البيضاء كلها، موقفا عجلات الترامواي ومُحدثا شللا تاما في حركة سيره، وهو أمر يجعلنا نتوقف أمام جودة الخدمات التي تقدمها الشركة لمدينة تبدأ بالغرق مع كل فصل شتاء وهو ما يفضح عجزها عن إيجاد حلول لمشاكل تتفاقم مع كل قطرة غيم.
إن لكورونا دروسًا وعبر ومصائب شعب عند بعض المؤسسات فوائد، وهو ما عبر عنه مواطن يشتكي من غلاء الفواتير قائلا : “فلوس الجائحة يديهم زعطوط” ،وزعطوط هنا هو من يتحكم في القابس الكهربائي وفي ماء الحنفيات وهو من إذا أراد سيدخلنا في العتمة “بسيركوي” مُبرر مثلما قد يحدث في أي نقطة في العالم وكان الله بما يعملون بصيرا.
الحاصول الله يدينا فالضو دالله أما ضو دْليديك غالي علينا.

حمزة لخضر