يبدو أن الارتجالية في القرارات، والتبريرات الواهية، لا يختص بها الوزراء وحدهم في حكومة سعد الدين العثماني، فبعد قرار
الدقيقة التسعين، والقاضي بمنع التنقل من وإلى مجموعة من المدن المغربية، خرج إلينا السيد محمد العيادي، المستشار الاعلامي بديوان رئيس الحكومة، بتدوينة فايسبوكية، أراد من خلالها صب البنزين على النار لإشعالها أكثر ما هي مشتعلة.
وحمل العيادي في تدوينته العجيبة، المواطنين المغاربة مسؤولية ما وقع ليلة أمس الأحد بالطرقات المغربية، من اكتظاظ وحوادث، دون إغفال الفوضى التي شهدتها مجموعة من المحطات الطرقية ومحطات القطار، في ليلة أقل ما يمكن القول عنها أنها جنونية.
وكتب العيادي: “كثيرون حملوا المسؤولية للحكومة والدولة وقراراتها المتعلقة بكوفيد 19 وكونه تصدر في آخر لحظة.. وتقديري
الشخصي المحض
أولا: تم تخفيف الحجر الصحي ولم يتم رفع حالة الطوارئ الصحية بما لها من مقتضيات تؤطرها وتحكمها، وهذا أمر مهم لاينبغي إغفاله.
ثانيا :القرارات تصدر متأخرة لأنها تؤخذ بعد ساعات طوال ومتواصلة من النقاش والتدقيق، ولأن المعطيات التى تبنى عليها متحولة باستمرار، وعلى امل التحسن في الوضعية الوبائية .
ثالثا : سبق لرئيس الحكومة الدكتور سعدالدين العثماني أن طالب ودعا أكثر من مرة لتجنب السفر بمناسبة العيد، والحرص على السلامة اولا والوقاية من فيروس كورونا.
رابعا: ما حصل مساء أمس من ازدحام مهول في الطرق وسفر جماعي،وحديث عن حوادث أمر مؤسف ومحزن، لكن من قرر
السفر في هذه الظروف وفي ظل ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس بشكل مقلق بل مخيف، يتحمل مسؤولية فيما حصل”.
وتابع: “من الأولى “حفظ الإنسان وصحته أم السفر لقضاء العيد مع العائلة، وخاصة المسافرين من مدن ارتفعت فيها عدد الحالات، الا يخاف على عائلته ومحيطه، ماالذي سيقع في ملك الله إن لم يسافر .. صحيح هناك حالات خاصة تؤخذ بعين الاعتبار”.
إن مثل هذه التدوينة، تدعونا لطرح السؤال عن ما إذا كان هذا المسؤول الإعلامي على دراية بأن الحكومة التي يشتغل داخلها، وبالضبط الوزير الذي يشتغل في ديوانه، سبق أن حث غير ما مرة المواطنين المغاربة على تشجيع السياحة الداخلية، سامحة للفنادق باستعمال نسبة 100 في المائة من طاقتها الاستعابية، ليبقى مصير هؤلاء المشجعين عالقا في تجسيد للمثل المغربي الشائع “طلع تاكل الكرموس…نزل شكون قالها ليك”.
عثمان محسن.