تتواصل في شمال إيطاليا احتجاجات عنيفة ضد قيود مكافحة فيروس كورونا التي فرضتها الحكومة مؤخرا، إذ وقعت صدامات عنيفة ليلة الجمعة في مدينتي فلورنسا وبولونيا بين قوات الأمن ومتظاهرين ، والتي خلفت إصابة 10 رجال شرطة واعتقال أربعة أشخاص.
وذكرت وسائل إعلام محلية أن الاشتبكات بين مئات المحتجين وشرطة مكافحة الشغب استمرت لساعات في مظاهرة غير مرخص لها بمدينة فلورنسا، ألقى خلالها بعض المتظاهرين زجاجات حارقة وقوارير وحجارة، وقلبوا حاويات القمامة وحطموا كاميرات المراقبة.
ومُنعت الشرطة نحو مئتي شخص كانوا متجمعين في وسط المدينة من الوصول إلى ساحة “بيازا ديلا سينيورينا”، إحدى أبرز الساحات التي يؤمها السياح في المدينة، للمشاركة في مظاهرة. وكتب رئيس بلدية فلورنسا داريو نارديلا في صفحته الرسمية على فيسبوك “أمضينا ليلة سريالية، مروعة ومؤلمة في فلورنسا”.
وأضاف “هذه ليست الطريقة التي نعبر بها عن مظالمنا وليست هذه هي الطريقة التي نعبر بها عن معاناتنا. إنه فقط العنف لأجل العنف الذي لا مبرر له”.
وتابع أن “مواطني فلورنسا بالتأكيد لا يرضخون للعنف، بل سيتحِدُون لمواجهة حالة الطوارئ معًا بروح التضامن الجماعي كما فعلوا دائما في أصعب اللحظات على مر التاريخ” .
و في بولونيا (شمال شرق)، تظاهر بضع مئات من الأشخاص، معظمهم من الشباب وبينهم مثيري الشغب.
وخرجت مظاهرات تخللتها صدامات وأعمال عنف هذا الأسبوع في روما وميلانو ونابولي وتورينو احتجاجا على التدابير الأخيرة التي قررتها الحكومة من أجل احتواء الموجة الجديدة من وباء كوفيد-19 في البلاد.
ورفض إيطاليون قرار رئيس الوزراء جوزيبي كونتي إقفال المطاعم والمقاهي على السادسة مساء وإغلاق المسارح ودور السينما والقاعات الرياضية لمدة شهر، وانتقدوا هذه القيود التي اعتبروها أن ستقضي على أعمالهم المتضررة أصلا، وأعلنت الحكومة عن مساعدة قدرها 5 مليارات يورو للمهن الأكثر تضررا، بينها المطاعم والمسارح، الى جانب سائقي سيارات الأجرة.
وكانت وزارة الصحة الإيطالية قد أعلنت ، يوم الجمعة، عن تسجيل 31.084 إصابة جديدة بفيروس كورونا ما يمثل أعلى حصيلة يومية للحالات منذ بدء تفشي الوباء في البلاد.