✍? حمزة لخضر
هكذا تباعا حدث ذلك..دون حتى أن يفهم أحد من أعداء وحدتنا الترابية كيف ومتى..ذلك أنهم لم يدرسوا شيئا عن الدبلوماسية والعلاقات الدولية وقبلها أن التشبث بالأرض دفاع عن العرض..
حين بدأت القنصليات تُفْتَحُ الواحدة تلو الأخرى بمدينة العيون وفي قلب الصحراء المغربية وأمام عيون العالم كله في اعتراف صريح وواضح بمغربية صحراء تسكن قلب ووجدان وذاكرة المغاربة جميعا..جُنَّ جنون العصابات المُعادية لكل شيء جميل ولكل تقدم تحرزه الأقاليم الجنوبية بقيادة الملك محمد السادس..
وفي كل مرة تسحب دول جديدة اعترافها بالكيان الوهمي تُسمع صرخاته ولطمياته وبكائياته مدوية يتردد صداها عبر تحركات صبيانية خارجة عن القانون وغير محسوبة العواقب وبأسلوب العصابات التي لا تؤمن بوجود المنظمات الدولية ولا تأبه بالاتفاقيات والقوانين الصادرة عنها.
لقد انتظر المغرب وهو ينظر بعين الحكمة إلى تصرفات هؤلاء وتوجه نحو الأمم المتحدة وأخبر العالم كله أنه لا يريد إشعال النار وأن عود الثقاب الذي يحمله هدفه إشعال شموع للحوار بدل تبادل التراشق في الظلام، كما أظهر للعالم كله مدى ضبطه للنفس واعتداله والتزامه بالتحاور مع المحاورين الشرعيين على غرار الأمم المتحدة.
وبعد أن استنفذت كل المحاولات الممكنة تحركت القوات المسلحة الملكية لتعيد الأمور إلى نصابها وتري العالم حجم الكيان الوهمي الحقيقي، الذي ترك نِعاله خلفه وهو يركض على غير هدى دون حتى أن يطلق الجيش المغربي رصاصة واحدة.
تحرك المغرب أخيرا ومباشرة بعد ذلك بدأت تتقاطر بيانات التضامن والتأييد من دول كثيرة كانت ترى وتسمع نغيق غربان الانفصاليين، وتطاولهم على سيادة أراضي المملكة وتهديدهم للحياة المدنية والتجارية هناك بمعبر الكركرات الدولي.
السعودية وقطر والإمارات والأردن وسلطنة عمان والكويت وغيرها من الدول التي سارعت عبر وزاراتها الخارجية إلى إعلان تضامنها المطلق مع المغرب في الدفاع عن سيادة أراضيه وأمن مواطنيه..
الخبير الجيو-سياسي الفرنسي، أيمريك شوبراد قال أن “البوليساريو” ذلك “اللاعب السيئ” يحاول مهاجمة الأحكام المتكررة لمجلس الأمن الأممي، بعد أدرك أن المغرب في طريقه نحو الظفر بالمعركة في الأمم المتحدة. وهو ما يؤكده التقرير الأخير للأمين العام الذي يسجل ويتفهم شرعية وجهة نظر المغرب ونهجه.
كما أن الانفصاليين بدؤوا يرون بعيون الغريق في الوحل بأن المملكة المغربية ماضيك في طريقها إلى كسب المعركة الدبلوماسية للاعترافات بالسيادة. فاليوم تعترف جميع دول العالم تقريبا بمغربية الصحراء وتسجل أن المغرب قد نجح، سواء في التنمية الحقيقية لأقاليمه الجنوبية أو الحكم الذاتي الحقيقي.
على الطرف الآخر تقف الجارة الجزائر التي تحاول جاهدة التواري وراء جلابيب الانفصاليين المثقوبة وبيدها ريموت كنترول يتحكم فيه جنرالاتها لتعطيل ومنع أي مصالحة مع المغرب الذي لطالما مد يده إليها ينشد السلام لصالح المنطقة كلها حبا لا ضعفا..هاهي الآن تترنح بعد الأحداث الأخيرة هناك وتحاول أن تخرج من “عجعجتها” ببيان تطالب فيه بتدخل الأمم المتحدة التي تنكرت لها بصوت دميتها التائهة والنائحة.
فالجزائر تحاول فقط أن تصدر أزماتها الداخلية إلى خارج حدودها فقط لإلهاء المطالبين من أبناء شعبها بحقهم في ثروات بلدهم التي تذهب هباء منثورا تذروها الرياح لإطعام العصابات من أجل عرقلة تقدم المنطقة كلها.
هكذا إذا تكون الصورة قد أصبحت واضحة للعالم كله الذي شاهد وشهد على حكمة وتبصر مغرب منفتح على كل خير..وهكذا تكون قد وصلته تلك العبارة التي أرقت مضجع أعداء الوحدة الترابية التي تقول “من دخل الصحراء المغربية فهو آمن ومن عبر من الكركرات فهو آمن..ولا عزاء للحاقدين..