لا عجب أن يبادر أحد أبناء مدينة “فاس” العريقة إلى إحياء مجدها الفني الأصيل، ومما لا يرقى إلى الشك أن تتميز هذه المبادرة بالإبداع والدقة والجمال. فعلى الرغم مما تعيشه العاصمة العلمية للمملكة من صعوبات في مجمل الميادين، إلا أنها تقف شامخة وراء كل عمل جاد، يخدم شبابها ويرتقي بذوقهم الفني إلى أعلى المراتب. ولأن أهل “فاس” أدرى باحتياجاتها، نظم الفنان الشامل “كمال اللعبي” أحد أبناء هذه المدينة العتيقة، حفيد عميد الموسيقى الأندلسية بالمغرب المرحوم “عبد الكريم الرايس”، برنامجا غنائيا يبحث عن مواهب فاسية شابة، تجيد غناء القطع المغربية الأصيلة، بهدف ضخ دماء جديدة في جسم الأغنية المغربية الرصينة، وفتح المجال أمام الشباب الموهوب لإظهار امكانياتهم الصوتية، وإبراز ثقافتهم الموسيقية.
“أجي تبان” اسم البرنامج وغايته في الآن ذاته، إذ من خلال الصفحة الرسمية للبرنامج« Kimo chez vous » على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك”، تمكن المشاركين في البرنامج من حصد عدد هائل من المتابعين والمساندين. ويعزى ذلك إلى النقل السمعي البصري الحصري لكل مراحل البرنامج، بجودة وحرفية عالية تضاهي إخراج البرامج الغنائية التلفزيونية. انطلاقا من مرحلة انتقاء الأصوات التي تمثلت في ستة وعشرون موهبة، والتي عرضت على لجنة تحكيم وازنة، تكونت من موسيقيين وملحنين وعازفين، من بينهم المنشد “عبد الفتاح بنيس”، والموسيقار ” إدريس الكرويتي”، والملحن “بليغ نجدي”، والفنان “حميد الماموني”. لينحصر عدد المنتقلين للسهرات النصف النهائية الأربعة عشر مترشحا ومترشحة، أطلوا على الجمهور عبر ثلاثة سهرات طربية راقية، صورت بإحدى قاعات الأفراح بمدينة “فاس”، حيث استضافت ألمع النجوم المغاربة، كالملحن القدير “حسن القدميري”، الفنان ” فؤاد الزبادي”، الملحن “عثمان جنان”، الفنان “كريم التدلاوي”، الشاعرة “أسماء عضلا”، وغيرهم من الأسماء الفنية الشهيرة. كما نشط فقرات الحفل الفنان “نبيل جاي”.
عرفت السهرة الثالثة كذلك حضور الفاعلة الجمعوية “فاطمة الزهراء شلاف” رئيسة جمعية الطيب الادريسي للأعمال الاجتماعية والثقافية بتطوان، والتي أكدت في كلمة وجيزة، أن هذا البرنامج الفني يستحق كل الدعم والتشجيع، وعلى أن الشباب المغربي في حاجة ماسة إلى مبادرات فنية ثقافية من هذا النوع.
أما بخصوص طريقة تأهل المشاركين للسهرة النهائية فستمر كالتالي: سيتم انتقاء صوتين من كل سهرة نصف نهائية، الاختيار الأول ستحدده لجنة تحكيم البرنامج، والصوت الثاني سيكون للجمهور حق اختياره عن طريق التصويت القائم بالصفحة الفيسبوكية لهذا الأخير.
ختاما، يَعد الفنان “كمال اللعبي” بسهرة نهائية ضخمة، ستتوج صوت مغربي مئة بالمئة، وبنجاح تجربة مدينة “فاس” ستكرر التجربة في مجموعة من المدن المغربية، ليتمكن البرنامج من اكتشاف أكبر عدد ممكن من المواهب المغربية الشابة.