غير بعيد عن معاقل قطبي كرة القدم الوطنية بمدينة الدار البيضاء وأقرب حتى من ملعب “الأب جيكو” في حلته الجديدة الذي تزين لاستضافة منتخب “الشان”…مركب “أمل” فقد الأمل في الكرة الصفراء التي كانت تلامس تراب أرضيته الجميلة، في وقت كان بصمت الجميع ليتكلم المضرب الوطني، ثم تهتز جنباته فرحا بنقطة، ثم تغمر الفرحة المكان بلقب..توج يونس العيناوي بجائزة الحسن الثاني الكبرى، يصرخ ذلك الطفل الصغير وهو يتابع إنجازات “التنس” المغربي أيام الزمن الجميل.
أين نحن من عصر الثلاثي “الذهبي” لكرة المضرب المغربية الذي صنع ربيع الرياضة الوطنية في حقبة التسعينات وبداية الألفية الثانية، إن أسقطناه على واقع مرير للتنس المغربي في الآونة الأخيرة، حيث أضحينا نبحث منذ اعتزال العيناوي، أرازي والعلمي عن خلف يحمل المشعل، واجلو حتى في مستوى منير لعرج والمهدي الطاهيري، الأخير الذي يقود المنتخب الوطني في كأس “ديفيز”، لكن هيهات بين مضرب وطني كام يقارع الكبار في المجموعة العالمية وعناصر تنافس من أجل البقاء في المجموعة “الأورو إفريقية” الثانية..هيهات بين منتخب مشكل من عناصر مغربية تدخل ضمن “الطوب100” وآخر يقوده مضنف في “الطوب600”.
وإن كانت كرة القدم، ألعاب القوى والملاكمة يحظون بعناية صناع القرار الرياضي الوطني، فإن إنجازات “التنس” المغربي تستوجب وقفة للتأمل في واقع هذه الرياضة، الأخيرة التي قدمت يونس العيناوي نجما عالميا مصنفا رقم 14 عالميا ذات شهر من سنة 2003، فضلا عن إنجازات الأخير في بطولات “الغراند سلام” الأربع الكبرى، إذ بلغ ربع نهائي بطولتي أستراليا وأمريكا المفتوحتين في مناسبتين في زمن الأساطير، دون أن ننسى مباراته “التاريخية” أمام الأمريكي أندي روديك.
حلم ذلك الذي أصبح يراود المتتبع المغربي في مشاهدة الراية الوطنية ممثلة في إحدى بطولات الATP500، قبل أن نتحدث عن بطولات “الماسترز” أو “الغراند سلام”، حيث فاتنا الركب منذ اعتزال الثلاثي “الذهبي”، قبل أزيد من 15سنة، مدة لم تكن كافية لتحضير فتى يقتفي آثار هشام أرازي على سبيل المثال، هذا الأخير الذي تشهد له ملاعب بطولة “رولان غاروس” بفرنسا على مباريات للتاريخ، وهو الذي تمكن من بلوغ دور ربع النهائي سنتي 1997و1998 وكان يداوم على الحضور للمواعد الكبرى لغاية سنة 2004.
استراتيجية الادارة التقنية الوطنية لكرة المضرب، وإن تحدثت عن التكوين والعمل على تحضير الخلف، إلا أنها لم تشفع لها بعدم الاستعانة بخدمات اللاعب لامين وهاب، الجزائري الذي حصل على الجنسية المغربية ليصبح الرقم 1 وطنيا، مستغلا تأثر مسيرة رضا العمراني الذي كان يتوسم فيه الرأي العام الرياضي المغربي خيرا قبل أن تلاحقه لعنة الإصابات ويقرر الابتعاد عن الميادين، في ظل وجود نقط مضيئة وعلى قلتها، تحتاج لمواكبة جادة من أجل تطوير مستواها بشكل مستمر، على غرار الشاب أمين أهودة الذي يحتل حاليا إحدى مراتب “الطوب600″، لكنه في حاجة للاحتكاك الخارجي كن أجل تحصيل نقط تخول له الارتقاء في الترتيب والمنافسة على بطولات أكثر أهمية في المستقبل، كما أظهر على علو كعبه في قيادته المنتخب المغربي لانتصار أمام حيورجيا مكنهم من بلوغ الدور الثاني للمجموعة الأورو-إفريقية الثانية من كأس “ديفيز”.