في ظل أزمة الجفاف التي يعيشها العالم عامة والمغرب خاصة؛ بات من أهم التحديات والرهانات التي تواجهها الدول هي الحفاظ على الثروات المائية ومحاولة تحقيق السيادة المائية والاكتفاء الذاتي من هذه المادة. هذه الأزمة جعلت عددا من الفاعلين بالقطاع البيئي يهددون باستمرار اعتماد المغرب للزراعات المستنزفة للفرشة المائية.
وفي هذا الإطار؛ أكد عبد العالي الطاهري، الخبير في الطاقات المتجددة والمناخ، على أنه “من أهم الأسباب والتحديات نجد توسع رقعة العديد من المزروعات خاصة الفواكه المستنزفة للثورة المائية على راسها الافوكادو والبطيخ الأحمر”.
وأوضح الطاهري، في تصريحات للأيام “le7tv”، أن “المغرب عندما يصدر هذه الفاكهة فإنه لا يصدر فقط فاكهة كمنتوج فلاحي؛ لكنه يصدر ثروته المائية. وبالتالي يساهم دون قصد في استنزاف هذه الثروة التي أصبحت أهم مظهر من مظاهر تحقيق السيادة في اي دولة”.
وأشار الخبير إلى أنه المغرب يعاني مظاهرا من الإجهاد المائي، خاصة مع توالي سنوات الجفاف، مضيفا أنه حتى خلال السنوات الماطرة كان المغرب يعاني من عدم التوازن المجالي الجغرافي في هذه التساقطات المطرية.
واعتبر الطاهري أن السيادة الطاقية التي تسعى المملكة إلى تحقيقها اليوم؛ يجب أن تكون بموازاة مع تحقيق سيادة مائية، التي ستمكن من تحقيق سيادة غذائية للتخلص من التبعية للخارج على المستوى الطاقي وعلى المستوى الموارد الغذائية الأساسية.
ولفت الخبير في الطاقات المتجددة والمناهج إلى السياسة المائية التي نهجها المغرب منذ سمينات القرن الماضي، والمتمثلة في سياسة السدود وبناء محطات تحلية المياه.