رغم دعوات عدم تسييس الحادثة، استغل اليمين المتطرف واليمين في فرنسا الهجوم الذي شنه لاجئ سوري، الخميس في أنسي شرق فرنسا، على أطفال في متنزه عام للتنديد بـ”نزعة التوحش” الناتجة من “الهجرة الجماعية”.
وحذّر المتحدث باسم الحكومة أوليفييه فيران من “لعبة التفسيرات والتبريرات الضارّة”، ودعا وزير الاقتصاد برونو لومير إلى “ترك السياسة جانباً لبعض الوقت”.
وفي المقابل؛ سخرت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن، الجمعة، من تصريحات المسؤولين، قائلة “هل هناك سلطة عليا يتعين طلب الإذن منها للحديث عن المشاكل؟”.
ويذكر أن لوبن قد وصلت مرتين إلى الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة عامي 2017 و2022.
وقالت عبر إذاعة “أوروبا 1″، “أشعر بأنني مضطرة لتقديم إجابات، وأعتقد أن الفرنسيين ينتظرون منا أن نقدم إجابات”.
وفور انتشار نبأ الهجوم الخميس، استنكر عدد من قادة اليمين واليمين المتطرف “الهجرة الجماعية”، وتحدث بعضهم عن “النزعة الإسلامية الراديكالية” و”الإرهاب” قبل أن يتبيّن أن المهاجم مسيحي وتعلن النيابة العامة أنه تصرف “من دون دافع إرهابي واضح”.
واعتبر رئيس حزب “التجمع الوطني” جوردان بارديلا عبر تويتر أنه “يجب إعادة النظر في سياستنا للهجرة برمتها وعدد من القواعد الأوروبية”.
بدوره، قال نائب رئيس الحزب ديفيد راشلين إن “الهجرة الجماعية لها صلة مباشرة بنزعة التوحش التي تعانيها بلادنا”.
مثّل الهجوم فرصة ظهور أيضا لليمين التقليدي الذي يحاول حاليا فرض مقترحاته في المشروع الجديد للهجرة الذي تسعى الغالبية الرئاسية لصوغه.
وقال رئيس كتلة حزب “الجمهوريين” أوليفييه مارليكس إن “الهجرة الجماعية غير المضبوطة تقتل”.
وصرح رئيس الحزب إيريك سيوتي، الخميس، قائلا “علينا أن نستخلص كل العبر بدون سذاجة وبحزم ووضوح”.
كما انتقد سيوتي، الجمعة، “الإدارة الكارثية للجوء في أوروبا” ودعا إلى عدم “الخضوع للقواعد المفروضة علينا” بعد الآن.
وبحسب استطلاع أجراه معهد “إيفوب” ونشرته في نهاية ماي صحيفة “لوجورنال دوديمونش”، يؤيد 69% من الفرنسيين تعديل الدستور لإتاحة عدم التقيد بالقواعد الأوروبية من أجل الحد من الهجرة.
في هذا السياق، كتب على منزل نائب من اليسار الراديكالي في مدينة بوردو (جنوب غرب)، الجمعة، شعار يقول “مهاجروكم، أمواتنا”.
ويتهم اليمين المتطرف اليسار الراديكالي بأنه مؤيد للهجرة الجماعية.