قام وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد صديقي، يوم أمس الثلاثاء، بزيارة ميدانية إلى إقليمي الحوز وشيشاوة المتضررين من الزلزال الذي ضرب مختلف مناطق المملكة.
وتهدف هذه الزيارة، التي كان فيها الوزير مرفوقا برئيس الغرفة الفلاحية لجهة مراكش آسفي ووفد مهم من مسؤولي الوزارة، إلى الوقوف على الأضرار التي خلفتها هذه الكارثة الطبيعية على مستوى مختلف وحدات التثمين الفلاحي والسواقي والطرق القروية.
وعلى مستوى جماعة آسني بإقليم الحوز، عاين السيد صديقي الأضرار المسجلة بوحدتين للتثمين متضررتين جزئيا؛ ويتعلق الأمر بمنصة لتسويق المنتجات المجالية أنجزت من طرف المديرية الجهوية للفلاحة، وتم وضعها رهن إشارة مجموعة ذات النفع الاقتصادي تضم 21 تعاونية، لفائدة 1462 مستفيدا، من بينهم 252 امرأة.
كما قام بزيارة “دار الجوز” التي قامت ببنائها وتجهيزها المديرية الإقليمية للفلاحة بمراكش، والموضوعة رهن إشارة تعاونية تضم 50 مستفيدا، من بينهم 15 امرأة، بقدرة إنتاجية تبلغ 5 أطنان من الجوز سنويا و2,4 طن من زيوت الجوز في السنة.
وعلى مستوى جماعة ثلاث نيعقوب بالإقليم ذاته، قام الوزير بزيارة وحدتي تثمين أنجزتهما المديرية الإقليمية للفلاحة، للاطلاع على الأضرار المسجلة على مستوى هاتين الوحدتين، أولاهما مخصصة لتربية النحل يسيرها اتحاد يضم 307 مستفيدا ومنجزة على مساحة 1300 متر مربع، فيما تهم الوحدة الثانية تعاونية تضم 31 مستفيدا، من بينهم 6 نساء، مشيدة على مساحة 600 متر مربع، مع سعة تلفيف تقدر بـ 300 طن وسعة تخزين تبلغ 33 طنا من التفاح و15 طنا من الخل.
وبالجماعة ذاتها، اطلع الوزير على الأضرار التي لحقت بساقية إفوريرن، التي تمكن من سقي 40 هكتارا للفلاحين الصغار، بطول قدره 1571 مترا، حيث يتم استغلال هذه الساقية من طرف جمعية لمستخدمي المياه الفلاحية تضم 50 مستفيدا.
كما قام السيد صديقي بزيارة للجماعة الترابية أداسيل بإقليم شيشاوة، حيث اطلع على الأضرار التي لحقت بالطريق القروية التي تم إنجازها من طرف المديرية الإقليمية للفلاحة في إطار برنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية. وتضطلع هذه الطريق التي يبلغ طولها 10,66 كلم، بدور هام في فك العزلة على ساكنة جماعتي أداسيل وإمندونيت (أزيد من 40 دوارا).
كما تم الوقوف، بالجماعة ذاتها، على الأضرار التي لحقت بساقية جراء الانهيارات الصخرية بدوار تكخت، الذي يعتبر الأكثر تضررا من الزلزال الذي ضرب إقليم شيشاوة.
وتندرج هذه الساقية، التي يبلغ طولها 2000 متر، في إطار مشروع للفلاحة التضامنية بتكلفة إجمالية قدرها 5,8 ملايين درهم، وتمكن من سقي 35 هكتارا من الأشجار المثمرة لفائدة 119 مستفيدا.
وبهذه المناسبة، ذكر الوزير في تصريح للصحافة، أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعطى مباشرة بعد وقوع الحادث المؤلم، تعليماته السامية لتعبئة كافة مصالح الدولة للتدخل في إطار رؤية شاملة ومنسقة، مشددا على أن القطاع الفلاحي يعد واحدا من أهم القطاعات الفلاحية في هذه المنطقة.
وأشار السيد صديقي إلى أن القطاع الفلاحي تعرض لأضرار مختلفة، لا سيما على مستوى البنية التحتية، مضيفا أنه بناء على المعاينة الأولية التي تم إجراؤها خلال الأسبوعين الماضيين والإحصاءات التي تقوم بها مختلف مصالح الوزارة منذ البداية، تمت بلورة برنامج للتدخل.
وينقسم هذا البرنامج إلى شق استعجالي يتعلق بإعادة تأهيل وإصلاح الأضرار، مع العمل على ضمان سرعة عودة الأنشطة الفلاحية إلى مسارها الطبيعي، فيما يتعلق الشق الثاني بالتنمية الشاملة للمنطقة، وذلك تنزيلا للتعليمات الملكية السامية، وفي إطار مقاربة الفلاحة التضامنية المتعلقة بسلاسل الإنتاج النباتية والحيوانية.
وشدد الوزير على أهمية الثروة الحيوانية في هذا المجال، مؤكدا أن الوزارة ستعمل خلال المرحلة الأولى على إعادة تشكيل القطيع المتضرر وتقديم دعم الأعلاف بصفة مباشرة للمتضررين وإعادة تأهيل بنايات التعاونيات الفلاحية لا سيما النسائية منها، باعتبارها منشآت جد مهمة لتثمين المنتوج المحلي، والتي تشغل عددا كبيرا من الأشخاص بين السكان.