أكد محافظ البنك الوطني البلجيكي، بيير فونش، أن المغرب، البلد المستضيف للاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي، يحتل مكانة جوهرية على الساحة الدولية.
وقال السيد فونش في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، إنه “بفضل موقعه الجيوسياسي عند ملتقى الطرق بين الشمال والجنوب، بين إفريقيا وأوروبا، واستقراره السياسي، يحتل المغرب مكانة جوهرية على الساحة الدولية”.
وبحسبه، فإن هذا الدور “ما فتئ يتقدم خلال العقود الأخيرة، ما يجعل المغرب بلدا أكثر فأكثر اندماجا ضمن الاقتصاد العالمي بعد أن نجح في تطوير قطاعات رئيسية مثل السيارات، السياحة، الفلاحة أو الصناعة الاستخراجية”، مضيفا أن هذا التنويع في الأنشطة كان له دور مهم في دعم النمو بشكل مطرد خلال العقود الأخيرة.
وأشار المسؤول إلى أنه “ومع ذلك، فإن العالم يتغير بسرعة وتظهر تحديات جديدة، بما في ذلك تغير المناخ الذي يمثل تحديا هائلا يتطلب إصلاحات عميقة”، مشيدا في هذا الصدد ببرنامج 1,2 مليار يورو الممنوح من طرف صندوق النقد الدولي لمساعدة المملكة على “تمويل الاستثمارات في مجال البنيات التحتية ودعم هدفها الطموح المتمثل في التحول إلى اقتصاد صافي الانبعاثات بحلول العام 2050”.
من جهة أخرى، أكد أن المغرب أظهر “تضامنا قويا وصمودا منقطع النظير” في تدبير تداعيات زلزال الحوز.
كما رحب السيد فونش بعودة هذا الحدث إلى إفريقيا بعد مرور 50 سنة على نيروبي في العام 1973. وقال: “ينشط كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بشكل كبير في هذه القارة، ومن الضروري والمشروع بالنسبة لمؤسسات +بريتون وودز+ أن تأتي إلى إفريقيا والمغرب من أجل التأكيد مرة أخرى على التزامها تجاه السلطات الوطنية الإفريقية في مواجهة التحديات الراهنة”.
وقال إن صندوق النقد الدولي لديه دور مركزي للاضطلاع به بإفريقيا في ثلاثة مجالات رئيسية تقع في صميم ولايته، وهي على الخصوص، المراقبة، التي يتعين على المؤسسة أن تستمر من أجلها في ملاءمة توصياتها وتحليلاتها مع مختلف الأوضاع الوطنية التي تتم مواجهتها في القارة، سعيا إلى الحفاظ على الاستقرار وتعزيز آفاق النمو.
من جهة أخرى – يضيف السيد فونش – في حالة حدوث أزمة (داخلية أو خارجية)، توفر قروض صندوق النقد الدولي للبلدان المعنية متنفسا لمساعدتها على التغلب على ميزان أداءاتها أو تنفيذ سياسات تروم ضمان قدر أكبر من المرونة والاستدامة.
وأضاف “أخيرا، تجدر الإشارة إلى أن تنفيذ توصيات صندوق النقد الدولي ليس بالأمر السهل دائما، وهنا تثبت أهمية الركيزة الثالثة لصندوق النقد الدولي، مع تنمية القدرات وتوفير المساعدة التقنية والتكوينات”.