أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والغذاء الاسباني، لويس بلاناس، أمس الثلاثاء في مكناس، أن المغرب وإسبانيا لديهما استجابات مشتركة لتحديات التغير المناخي.
وأشاد السيد بلاناس، في تصريح للصحافة، عقب لقاء مع وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بالمغرب، محمد صديقي، عقد على هامش المعرض الدولي للفلاحة بالمغرب ( سيام 2024 ) ، بالثقة المتبادلة “العالية جدا” التي مكنت البلدين من العمل سويا لرفع هذه التحديات بنجاح.
وقال الوزير الإسباني “إن تحديد الاستجابات المشتركة للتحديات المناخية يجعلني متفائلا للغاية بشأن المستقبل، ويعزز قناعتي بالثقة المتبادلة الكبيرة التي تحركنا”، مضيفا أن هذه الثقة هي أساس قدرة البلدين على العمل معا للتقدم والتغلب على هذه التحديات.
كما أشار بلاناس إلى أن هذا الاجتماع شكل فرصة لمناقشة المبادلات التجارية التي تظهر قوة العلاقات الثنائية والالتزام المشترك، مجددا التأكيد على الإرادة المشتركة لتعزيز التعاون بهدف زيادة هذه المبادلات.
وأوضح أن الصادرات تلعب دورا حيويا في دعم الفلاحين، مذكرا بجهود إسبانيا والمغرب لمواكبة الفلاحين في مواجهة التحديات المناخية الحالية.
ولفت الوزير الإسباني في الوقت ذاته إلى أن التعاون بين البلدين يستهدف عدة قطاعات، بما في ذلك التكنولوجيا الرقمية والتطورات التكنولوجية في مجال المياه، فضلا عن تطوير مشاريع المياه من قبل الشركات الإسبانية في المغرب، خاصة في أكادير.
علاوة على ذلك، سلط السيد بلاناس الضوء على تحديات الصحية للحيوانات والنباتات، مبرزا أن المغرب، بصفته دولة حدودية في إفريقيا، وإسبانيا، بوصفها دولة حدودية في الاتحاد الأوروبي، مدعوان إلى إدارة هذه القضايا بشكل وثيق.
وأشار إلى أنه “ما يزال هناك الكثير مما يتعين القيام به في مجال الفلاحة (…) علينا ضمان الأمن الغذائي لساكنتنا، لأن غياب الاستقرار السياسي في بعض أجزاء العالم يؤثر على أسواقنا الدولية، وتواجه حكوماتنا تحديات عديدة لضمان هذا الأمن الغذائي”.
من جانبه، أشار السيد صديقي إلى أن اختيار إسبانيا كضيف شرف للدورة الـ 16 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب (سيام)، يجسد أساسا العلاقة “القوية والمتينة للغاية” بين المملكتين في جميع المجالات.
واستطرد قائلا “نتقاسم تاريخا مشتركا وثقافة متوسطية مشتركة، وفي المجال الفلاحي نواجه نفس التحديات وتربطنا علاقة ممتازة، فالتحديات التي تواجه الفلاحين المغاربة هي نفسها التي تواجه نظرائهم الإسبان”.
وأضاف “باعتبارنا دولتان تقعان على الجانب الغربي من حوض البحر الأبيض المتوسط، فإننا نواجه تحديات، ولكن لدينا أيضا إمكانات هائلة تنفرد بها منطقتنا، فمجتمعاتنا الفلاحية مبتكرة عندما يتعلق الأمر بالتكيف مع تغير المناخ والصدمات البيئية، لا سيما التأثير على الموارد المائية التي يصعب تدبيرها”.
وشدد الصديقي على أهمية تعزيز التعاون بخصوص هذه القضايا، قائلا “من خلال الابتكار والبحث سنتمكن من حل معادلة إنجاز المزيد بموارد، فإسبانيا والمغرب يتمتعان بامتياز إجرائها لبحوث على أعلى مستوى، نتوفر على جميع الشروط الضرورية، سواء من حيث التجارب أو الموارد الوراثية أو الموارد البشرية”.
وعقب هذا الاجتماع، قام الوزيران بزيارة ميدانية لأروقة الشركات الإسبانية العارضة بالجناح “الدولي” للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب.
وتعرف الدورة الـ 16 للمعرض الدولي للفلاحة بالمغرب، المنعقدة إلى غاية 28 أبريل الجاري تحت شعار ” المناخ والفلاحة: من أجل نظم إنتاج مستدامة وقادرة على الصمود “، مشاركة ما يقرب من 70 دولة، منها إسبانيا كضيف شرف، و1.500 عارض.
كما ينتظر أن تسجل هذه التظاهرة الفلاحية الهامة، التي تقدم برنامجا غنيا يتضمن 40 ندوة ومائدة مستديرة حول مواضيع هامة ذات راهنية، توافد أزيد من 950 ألف زائر.