حظي قدماء المحاربين الأفارقة، أمس الخميس بسان رفاييل (جنوب شرق فرنسا)، بتكريم حافل خلال حفل نظم بمناسبة تخليد الذكرى الـ 80 لإنزال بروفانس.
وتم خلال هذا الحفل، الذي جرى بمقبرة بولوري، حيث دفن 464 جنديا قضوا دفاعا عن فرنسا، وترأسه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بحضور العديد من القادة ورؤساء الحكومات، خاصة الأفارقة، ومحاربين قدامى، فضلا عن شخصيات أخرى من مختلف المشارب، تسليط الضوء على الدور الذي اضطلع به الجنود الأفارقة البواسل خلال إنزال بروفانس الذي جرى ليلة 14 إلى 15 غشت 1944.
ومثل رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، صاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا الحفل، الذي تميز بعرض فقرات تكريمية ومعزوفات لجوقة الجيش الفرنسي وعرض لدورية الاستعراض الجوي الفرنسي.
وفي كلمة بالمناسبة، أعرب الرئيس الفرنسي عن “الامتنان الراسخ” لأبطال 15 غشت، محتفيا، على الخصوص، بالجنود المغاربة البواسل الذين شاركوا، جنبا إلى جنب مع أشقائهم الأفارقة، في تحرير فرنسا.
ووشح الرئيس ماكرون، خلال هذا الحفل، ثلاثة من قدماء المحاربين الذين قاتلوا إلى جانب الحلفاء إبان الحرب العالمية الثانية، من بينهم المغربي العربي جاوا، الذي نال وسام جوقة الشرف بدرجة فارس.
ويندرج هذا الحدث في إطار دورة إحياء الذكريات ذات البعد الدولي التي تنظم طوال هذه السنة للاحتفاء بالذكرى الثمانين لعمليات الإنزال، وتحرير فرنسا، والنصر الذي بدأ مع يوم الإنزال في النورماندي في 6 يونيو، والذي مثل حدثا رئيسيا في الحرب العالمية الثانية شكل بداية تحرير فرنسا والانسحاب التدريجي لقوات الاحتلال الألمانية.
وساهم إنزال بروفانس في 15 غشت 1944، الأقل شهرة من إنزال النورماندي، في تغيير مسار الحرب العالمية الثانية، حيث مكن الحلفاء من تحرير تولون ومارسيليا ووادي نهر الرون، ضمن عملية “دراغون” التي كان الهدف منها فتح جبهة ثانية على الأراضي الفرنسية.
وسعى الحلفاء من خلال هذه العملية إلى تثبيت قوات العدو والسيطرة على موانئ في المياه العميقة، ومن ثم حماية ميمنة القوات الأمريكية القادمة من النورماندي.
ويشمل البرنامج الاحتفالي لسنة 2024 حدثين كبيرين آخرين؛ هما تحرير باريس في 25 غشت وتحرير ستراسبورغ في 23 نونبر.