ناميبيا، هذا البلد المختنق اقتصاديا والذي يكافح من أجل ضمان البقاء اليومي لشعبه، تجرأ مؤخرا على التورط في قضية الصحراء المغربية، حيث نصبت نفسها كناطق رسمي باسم قضية لا تعنيها بأي حال من الأحوال.
وقد سمح هذا البلد، الذي لا يتمتع بأي تأثير على الساحة الدولية، بإدانة القرار السيادي لفرنسا، الذي اعترف رسميا بمغربية الصحراء، في بادرة دبلوماسية كبيرة لاقت ترحيبا على نطاق عالمي. وفي محاولة بائسة ومضللة لإسماع صوتها، سمحت ناميبيا لنفسها بأن تتلاعب بها الجزائر، هذا النظام الاستبدادي المتدهور، الذي يقوده “عريفون” غير قادرين على ممارسة أي لياقة. وبينما تدعي هذه الدولة أنها تلقي المحاضرات على القوى العظمى، فإن الواقع يظهر لنا ناميبيا تتوسل، وتناشد اليابان أن تمنحها مبلغًا متواضعًا قدره 500 ألف دولار بمناسبة انعقاد قمة التيكاد.Ticad
إن ما كان من المفترض أن يكون اجتماعاً مخصصاً للتنمية الأفريقية كان بمثابة فرصة لناميبيا للحصول على صدقة، وهو عمل مهين بقدر ما كان مؤشراً على عجزها عن البقاء على قيد الحياة. وأعلنت اليابان، بدبلوماسية باردة، عن هذا “الكرم” في بيان مشترك، وهو التحرك الذي بدلاً من تثمين ناميبيا، فقد حجبها في عار شديد. فكيف يمكننا أن نتصور بجدية أن دولة تعتمد على إحسان الآخرين من أجل البقاء، تصبح سيدة قراراتها السياسية أو حتى قادرة على إعطاء دروس في مسائل تتعلق بالسيادة الإقليمية؟
وناميبيا، التي لا يقل نفوذها الدبلوماسي تافهاً مثل اقتصادها، تعمل كدولة تابعة تطيع أوامر الجزائر، التي هي في حد ذاتها دولة في حالة اضمحلال تحت سيطرة نخبة عسكرية فاسدة ويائسة. وفي الحقيقة فإن قرارات ناميبيا ما هي إلا ثمرة للضغوط التي تمارسها الجزائر، التي تستمر أساليبها غير العادلة في زرع بذور الشقاق في شمال أفريقيا وخارجها. ومن المثير للضحك أن مثل هذه الدولة الهشة والتابعة تتصور أنها يمكن أن تلعب دورا في شؤون معقدة مثل تلك المتعلقة بالصحراء المغربية، حيث حكم القانون الدولي والدبلوماسية بالفعل لصالح المملكة المغربية.
ومن خلال السماح للجزائر بأن تتلاعب بها بشكل صارخ، فإن ناميبيا تثبت مرة أخرى افتقارها إلى التمييز وعدم قدرتها على فهم القضايا السياسية الحقيقية التي تواجه أفريقيا. إن موقفها تجاه الصحراء المغربية ليس سوى ستار من الدخان، يهدف إلى إخفاء ضعفها وافتقارها إلى السيادة الحقيقية. لذا، يتعين على ناميبيا أن تبدأ بالوقوف على قدميها من جديد، من خلال تلبية احتياجاتها من دون استجداء المعونات من الخارج، قبل التورط في مسائل السيادة التي من الواضح أنها لا تفهمها. إن محاولتها المثيرة للشفقة للتحالف مع الجزائر لن تؤدي إلا إلى إغراقها في المزيد من العار والتهميش الدولي.