تلقت الجزائر صدمة جديدة بعد التصريحات المتتالية من قبل وزارات الخارجية الأوروبية، النواب الأوروبيين، وشخصيات سياسية مرموقة، تشير جميعها إلى مشهد دبلوماسي يتغير بسرعة لصالح المغرب في قضية الصحراء .
لقد انقلب السحر على الساحر والمؤامرة على صانعتها، فهي الجزائر التي تحصد دائما ما تدنيه من تآمر على جيرانها، ففي البيان الصادر عن الخارجية الجزائرية يظهر ذلك الاستياء الواضح جدا من تصاعد بيانات وزارات الخارجية في أوربا استنكارا للقرارات الصادرة عن محكمة العدل الأوربية وتضامنا ودعما للمغرب… بما فيه من تأييد لمغربية الصحراء وسيادة المغرب على كامل أراضيه.
في بيانها الأخير عقب قرارات محكمة العدل الأوربية، أظهرت الجزائر استياءً واضحًا من تصاعد الدعم الدولي، وخاصة الأوروبي، للمغرب عقب قرارات المحكمة الأوروبية. هذه القرارات تعززت بتأكيدات متزايدة على مغربية الصحراء، ما أثار غضب الجزائر، التي كانت تحاول على مدى عقود تقويض سيادة المغرب على هذه المنطقة.
تصاعد التضامن الأوروبي مع المغرب يمثل تحولًا متصاعدا في المواقف، وهو ما وضع الجزائر في موقف صعب دبلوماسيًا. يبدو أن البيان الصادر عن الخارجية الجزائرية يعكس حجم الصدمة، ليس فقط بسبب قرارات المحكمة الأوروبية نفسها، بل أيضًا نتيجة التضامن الواسع مع المغرب الذي جاء على أعقابها.
الصرخة الجزائرية، بقدر ما كانت قوية، تعكس حجم الألم والإحباط من فشل محاولاتها السابقة في التأثير على الساحة الدولية لصالح أجندتها فيما يتعلق بالصحراء. ما يجعل هذه التطورات أكثر حدة هو توقيتها.
الجزائر، التي كانت تسعى لتشكيل جبهة دبلوماسية قوية داخل أوروبا لدعم مواقفها فيما يخص الصحراء، وجدت نفسها الآن في مواجهة تيار معارض.
بيانات وزارات الخارجية الأوروبية، والتأييد المتزايد لمغربية الصحراء، يؤكد أن هناك تحولا كبيرا في الموقف الأوروبي الذي لم يعد ينساق خلف الضغوط الجزائرية كما في السابق.
وستبقى الجزائر تعاني من تداعيات سياساتها التآمرية التي ارتدت عليها. “انقلب السحر على الساحر” ربما يكون الوصف الأنسب لهذه اللحظة الدبلوماسية الحرجة لبلاد الكابرانات، حيث تتصاعد الضغوط الدولية عليها، فيما تتزايد عزلتها في ما يخص قضية الصحراء، في ظل تعزيز المغرب لمكانته الإقليمية والدولية.