أكد الخبير في الدراسات الجيواستراتيجية والأمنية، الشرقاوي الروداني، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم أمس الجمعة، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، يعبد الطريق لاستراتيجية جديدة تروم توطيد السيادة المغربية.
وقال السيد الروداني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن الخطاب الملكي يجدد التأكيد على التزام المغرب بالدفاع عن وحدته الترابية، مع الدعوة إلى السلم والاستقرار الإقليميين، مشيرا إلى أنه يجسد أيضا استمرارية رؤية ملكية واضحة ومتناغمة تقوم على مبادئ أساسية، منها العدالة والشرعية التاريخية.
وسجل، في هذا الصدد، أن الخطاب الملكي استحضر التطور الاستراتيجي للموقف الفرنسي بشأن قضية الصحراء المغربية، والذي يشكل خطوة حاسمة في مسار العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا.
وأضاف الخبير أن فرنسا، بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، أعربت عن دعمها الصريح لسيادة المغرب على صحرائه، واصفة مبادرة الحكم الذاتي بالحل الوحيد الدائم وذي المصداقية لهذا النزاع المفتعل.
ولفت إلى أن هذا الدعم، الذي يندرج في إطار دينامية دولية أوسع، يتمثل في فتح العديد من البلدان قنصليات بالأقاليم الجنوبية، مما يجسد الانخراط المتنامي للمجتمع الدولي تجاه مغربية الصحراء.
وأوضح أن المغرب، مدعوما بهذه الدينامية، قطع مع مقاربة رد الفعل لينخرط في منطق المبادرة والحزم، مضيفا أن هذه الاستراتيجية الاستباقية تتجلى في العمل الدبلوماسي وفي المشاريع الاقتصادية الكبيرة، مما جعل الصحراء المغربية قطبا محوريا للتنمية على المستويين الوطني والقاري.
واعتبر السيد الروداني أن الدعم الواضح لسيادة المغرب على صحرائه من قبل دول وازنة كالولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا، إضافة إلى أزيد من 18 بلدا أوروبيا، يجسد فهما استراتيجيا مشتركا لهذه القضية المفتعلة التي طال أمدها.