✍🏻 فاطمة الزهراء الجلاد
ترأست صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة حسناء، رئيسة مؤسسة صون التراث الثقافي اليوم الإثنين بالرباط، مجلس إدارة المؤسسة، وذلك بحضور أعضاء المجلس.
وقد ألقت صاحبة السمو الملكي كلمة سلطت فيها الضوء على الإنجازات البارزة لمؤسسة صون التراث الثقافي بالرباط للفترة 2022-2023.
وشددت صاحبة السمو الملكي على العمل المستمر للمؤسسة مع شركائها الوطنيين في قطاعي الثقافة والتعليم الوطني في المدارس الابتدائية والثانويات لتثقيف وتوعية الجمهور بثراء التراث الثقافي وضرورة الحفاظ عليه، من خلال تصميم أدوات تعليمية تسهل الوصول إلى مفاهيم التراث الثقافي، وفقًا لبيان للمؤسسة.
وعرضت صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة حسناء، بالإضافة إلى ذلك، النهج التعليمي المبتكر للمؤسسة والتي تتكيف مع مختلف السياقات الجغرافية والتاريخية، كما كان الحال بالنسبة لتنفيذ برنامج “أكتشف تراثي” في مدينة تارودانت.
وذكرت صاحبة السمو الملكي التزام مؤسسة صون التراث الثقافي بالرباط، بتعزيز التعاون الدولي، مشيرة إلى الشراكة مع اليونسكو التي تعترف بعمل المؤسسة لتعزيز وتسهيل الوصول إلى الثقافة والفن والتعليم داخل المؤسسات التعليمية.
وشددت صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة حسناء أيضًا على مشاركة المؤسسة في تشجيع البحث في علوم التراث الثقافي، وتعزيز شبكات الخبراء، وتوعية الجمهور بأهمية تراثنا.
ومن خلال مبادراتها في الوساطة الثقافية، تشجع المؤسسة على خلق ديناميكية للحفاظ على التراث ونقله تشمل المهنيين والمؤسسات والمجتمع المدني والجمهور الواسع.
وكانت السنوات 2022-2023 غنية بالأنشطة للمؤسسة، وفقًا لمهامها في التعليم والتوعية والتجميع التآزري.
أما فيما يتعلق بالتعليم، فقد واصلت المؤسسة تنفيذ برنامجيها التعليميين “أرسم تراثي” و “أكتشف تراثي”، من خلال تعزيز وجود التراث في العمليات التعليمية.
في الطبعة الثانية من برنامج “أرسم تراثي”، عمل المشاركون على موضوع “التراث والمناخ”، بينما كان “التراث غير المادي في المنزل” موضوع إنتاجاتهم الفنية والأدبية في الطبعة الثالثة من البرنامج. واستفاد طلاب المدارس الابتدائية المشاركون في البرنامج من زيارات موجهة من قبل خبراء التراث ومديري مواقع التراث العالمي في الرباط.
وبالنسبة لبرنامج “أكتشف تراثي”، فقد تم تحديث أدواته التعليمية واقتراح أنشطة جديدة ومحتوى رسومي غني بالصور وزيارات لمواقع وآثار في إطار نهج تعليمي جديد يعتمد على التعليم الثقافي والفني.
وفيما يتعلق بجانب التوعية، قامت المؤسسة، في إطار برنامجها “رقمنة التراث”، برقمنة القصبة الأوداية وأطلقت جولة افتراضية حصرية لها.
نظمت المؤسسة أيضًا معرض “سجاد الرباط … فن كامل” ومعرضًا متنقلًا في الشوارع بعنوان “الرباط: تراث للإنسانية”. وتضاف هذه الأنشطة إلى البودكاست التي تهدف إلى توثيق الذاكرة الجماعية، ولا سيما بودكاست “أخبرني عن الرباط”.
وفيما يتعلق بجانب التجميع، نظمت المؤسسة خمس ورش عمل جمعت حوالي ثلاثين خبيرًا وطنيًا ودوليًا ناقشوا مواضيع مختلفة متعلقة بالتراث الثقافي، بما في ذلك “التراث في مواجهة تغير المناخ”، والذي عُقد خلال مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP28) في دبي.
وتقدمت صاحبة السمو الملكي بالشكر الجزيل لجميع الشركاء على دعمهم المتواصل والتزامهم المستمر بالمبادرات التي تقودها المؤسسة.
وقد وافق مجلس الإدارة على الحسابات، بعد رأي مراقب الحسابات الذي يشهد على أن البيانات المالية منتظمة وصادقة وتعطي، من جميع جوانبها الهامة، صورة صادقة عن نتائج عمليات التمارين 2022 و 2023.
تم إنشاء مؤسسة صون التراث الثقافي بالرباط من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بهدف الحفاظ على التراث المادي وغير المادي والمناظر الطبيعية بالرباط. في الواقع، تم إدراج “الرباط، عاصمة حديثة ومدينة تاريخية: تراث مشترك”، مع ثمانية مواقع تاريخية رئيسية، منذ عام 2012 على قائمة التراث العالمي لليونسكو.
وأطلقت صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة حسناء، التي ترأس المؤسسة، ووضعت سياسة طموحة للتوعية بسكان الرباط وزوارها. فالتراث للمدينة لا يتم الحفاظ عليه بشكل دائم إلا عندما يفهم سكانه قيمته ويتعلقون به.
وتهدف المؤسسة إلى تطوير برامج حول ثلاثة محاور أساسية – التعليم والتوعية والتجميع. كونها رافعة قوية للإدماج والتماسك، فإن تراث الرباط هو محرك حقيقي للتنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. وهكذا، تقوم المؤسسة بعمليات اكتشاف منتظمة للتراث مع الجمهور الواسع، وخاصة الشباب، لخلق هذا الرابط العاطفي، الضامن للاحترام والحفاظ على تراثهم.
كما تستهدف برامج المؤسسة عدة فئات (الجمهور الواسع، والمهنيون، والمؤسسات، والجهات الفاعلة الخاصة والشباب). وفي إطار برامجها التعليمية، تقوم المؤسسة بوضع أدوات تعليمية ومنصات لتوسط التراث الثقافي من خلال برنامج “رقمنة التراث”، وتنظيم ورش عمل علمية. ويتم دعوة خبراء من جميع القارات لمشاركة وتبادل الأفكار والدفع بالقضية الثمينة للحفاظ على التراث الثقافي في المغرب.
يتم تنفيذ العمل في نهج شراكة تجمع بين الخبرات والموارد، وتجمع بين الجهات الفاعلة المؤسسية والعامة والخاصة بهدف التأكيد على ضرورة حماية التراث في المملكة.