تحقيقات أميركية بشأن تسريب وثائق استخباراتية تتعلق بخطط إسرائيلية ضد إيران

تخضع السلطات الأميركية لتحقيقات دقيقة لمعرفة ملابسات تسريب وثائق استخباراتية تتعلق باستعدادات عسكرية إسرائيلية لمهاجمة إيران، ويُشتبه في أن هذه الوثائق تم طباعتها في مكتب حكومي أميركي. يأتي هذا في ظل تزايد القلق من تأثير هذا التسريب على الجهود العسكرية والإستراتيجية التي تبذلها الولايات المتحدة وحلفاؤها في المنطقة.

بحسب تقرير من شبكة “سي إن إن”، أشارت دوائر الاستخبارات في واشنطن إلى “الاشتباه” بتورط موظفة كبيرة في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) يُعتقد أنها قد تكون على صلة بتسريب هذه الوثائق. ووفقاً لمسؤول في البنتاغون، فإن الموظفة المشتبه بها تُدعى آريان طبطبائي، وهي أميركية من أصول إيرانية، ويعتقد أنها قد أسهمت في عملية تسريب معلومات حساسة تتعلق بالاستعدادات الإسرائيلية العسكرية.

وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مؤخراً وثيقتين مزعومتين عبر حساب مؤيد لإيران على منصة تليغرام، وتفصِّلان بعض الأنشطة العسكرية التي أجراها الجيش الإسرائيلي في قواعد سلاح الجو، ما يوحي بتصاعد الاستعدادات لشن هجوم ضد إيران. ويعتبر هذا التسريب بمثابة “خرق أمني كبير محتمل” وفقاً لمصادر أميركية، مما أثار موجة قلق حول التداعيات المحتملة على الخطط الإستراتيجية العسكرية لإسرائيل، وعلى أمن المعلومات الحساسة لدى الأجهزة الأميركية.

وعلَّق مسؤول أميركي لشبكة “أكسيوس” قائلاً إن التسريب يثير قلقاً كبيراً، لكن يُرجح ألا يؤثر على الخطط العملياتية الجارية. في المقابل، أبدى مسؤول إسرائيلي رفيع المستوى جدية المؤسسة الدفاعية الإسرائيلية في التعامل مع هذا التسريب، مشيراً إلى أن المؤسسة الدفاعية تتابع القضية عن كثب وتعتبرها أمراً خطيراً.

يأتي هذا التسريب في وقت تتزايد فيه التوترات بين إسرائيل وإيران، ويثير تساؤلات عميقة حول مدى فعالية أنظمة الحماية في الحفاظ على سرية المعلومات الاستخباراتية. ويرى محللون أن كشف معلومات حساسة كهذه قد يؤدي إلى تعقيد الحسابات السياسية والأمنية في المنطقة، خصوصاً في ظل الجهود المستمرة لمنع إيران من تطوير قدراتها النووية.

فاطمة الزهراء الجلاد