المسيرة الخضراء .. ذكرى ملحمة تاريخية بقيادة ملك عبقري 

يحتفل الشعب المغربي قاطبة غدا الأربعاء، بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة التاسعة والأربعين، وهي الملحمة التاريخية التي جسدت تلاحم شعب وملك عبقري في سبيل استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
أعلن الملك الحسن الثاني، في السادس عشر من أكتوبر من سنة 1975، من خلال خطاب ألقاه بمدينة مراكش، عن تنظيم مسيرة سلمية لإسترجاع الأقاليم الصحراوية الجنوبية، ووضع حد للاستعمار الإسباني.
وخلال الخطاب نفسه، أبرز الملك الراحل جميع تفاصيل تنظيم هذه المسيرة التاريخية، ومما جاء فيه :” لم يبق شعبي العزيز إلا شيء واحد، إننا علينا أن نقوم بمسيرة خضراء من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرق المغرب إلى غربه. علينا شعبي العزيز أن نقوم كرجل واحد بنظام وانتظام لنلتحق بالصحراء لنصل الرحم مع إخواننا في الصحراء وكيف ستكون هذه المسيرة؟ سيشارك في المسيرة 350 ألف من السكان. شعبي العزيز، عليك أن تقدر وتفكر وتقيم 350 ألف من السكان 10 بالمائة منها من النساء لأن النساء والرجال شقائق في الأحكام والحقوق وحتى في الوطنية”.
وبعد أقل من شهر على هذا الخطاب التاريخي، أعطى الملك المغفور له الحسن الثاني انطلاقة المسيرة الخضراء، ففي 5 نوفمبر 1975 بمدينة أكادير، ألقى الملك الحسن الثاني خطابه الخالد الذي خاطب فيه متطوعي المسيرة الخضراء : «شعبي العزيز، غداً إن شاء الله ستخترق الحدود، غداً إن شاء الله ستنطلق المسيرة، غداً إن شاء الله ستطؤون أرضاً من أراضيكم وستلمسون رملاً من رمالكم وستقبلون أرضاً من وطنكم العزيز».
وهكذا، انطلق ما مجموعه 350 ألف مواطن مغربي ومغربية إلى الأقاليم الجنوبية، بنظام وانتظام في مسيرة سلمية متسلحين بالمصاحف والأعلام الوطنية من أجل تحرير الصحراء المغربية من يد الاستعمار الإسباني.
وفي 9 نوفمبر 1975، أعلن الملك الحسن الثاني أن المسيرة الخضراء حققت المرجو منها وطلب من المشاركين في المسيرة الرجوع إلى نقطة الانطلاق أي مدينة طرفاية.
وعرفت المسيرة الخضراء تغطية صحفية دولية ضخمة، بالنظر لسلميتها وفكرتها الفريدة من نوعها والتي قادت إلى تحقيق المبتغى دون إراقة قطرة دم واحدة.
ويواصل المغاربة اليوم استحضار هذه الذكرى الغالية بكل فخر واعتزاز، ناقلين لأبناءهم صورا خالدة لكفاح وطني شاهد على عبقرية ملك، و سيظل كتاب التاريخ يؤرخ له بأحرف من ذهب.
واليوم يواصل جلالة الملك محمد السادس نصره الله مسيرة من نوع خاص بالصحراء المغربية، وهي مسيرة التنمية باستثمارات ومشاريع جعلت الأقاليم الجنوبية للمملكة وجهة جذابة لكبار المستثمرين.