التلفزيون الجزائري الرسمي يجرؤ على إهانة “أبطال المسيرة الخضراء” بألفاظ مشينة

مرة أخرى، كشفت الطغمة العسكرية الجزائرية، التي تواجه عزلة متزايدة وإخفاقات دبلوماسية، عن دناءتها عبر توجيه أوامر إلى تلفزيونها الرسمي بإطلاق إهانات لا تليق تجاه “أبطال المسيرة الخضراء”. هذه التصريحات، التي تتسم بفجاجة صادمة، تعكس الضعف الأخلاقي واليأس لنظام سلطوي، غير قادر على كبح غيرته إزاء نجاحات المغرب في استكمال وحدته الترابية.

خلال إحياء ذكرى المسيرة الخضراء، المناسبة المهمة للشعب المغربي، حيث يحتفل الآلاف من المواطنين بشكل سلمي بسيادة بلادهم، اختار التلفزيون الجزائري وصف المشاركين بـ “الحفاة”، و”الجياع”، و”المرتزقة”.

هذه الكلمات المهينة تكشف عن عقلية عدائية ويائسة، لا تجد رداً على إخفاقاتها سوى اللجوء للإهانة. عاجزة عن تحقيق مكاسب في قضية الصحراء المغربية، تبدو الطغمة الحاكمة وكأنها تريد الانتقام عبر شن هجمات لا أخلاقية وغير مبررة.

صرخة الاستنكار من الصحفي وليد كبير

في مواجهة هذا السلوك العدائي، لم يتوانَ الصحفي الجزائري المعارض وليد كبير عن التعبير عن استنكاره الشديد لهذه الحملة من الإهانات، واصفاً إياها بالعار على الجزائر، وداعياً إلى تدخل منظمات الإعلام الدولية. وقال كبير إن “هذه التصرفات المهينة من التلفزيون الجزائري ينبغي أن تكون موضوع شكاوى لدى المنظمات الدولية المعنية بالإعلام”، مقترحاً اللجوء إلى اتحاد الإذاعات العربية واتحاد الإذاعات والتلفزيونات بمنظمة التعاون الإسلامي.

بحسب كبير، فإن هذه الخطابات العدوانية، بدلاً من أن تعزز مكانة الجزائر، لا تؤدي سوى إلى زيادة التوتر في المنطقة، مع خطر تفاقم الأزمة عبر تحريض الشعوب على المواجهة. بدلاً من تعزيز السلام والحوار، يختار النظام الجزائري سياسة التقسيم والكراهية، محاولاً إلهاء الشعب عن عجزه في تلبية احتياجاته.

الطغمة الجزائرية: نظام في حالة انهيار

اللجوء إلى الإهانة وتزوير التاريخ يُظهر فشل الطغمة العسكرية التام في استراتيجيتها الدعائية وزعزعة الاستقرار. على عكس الآمال في التقارب والحوار السلمي، تواصل السلطات الجزائرية حربها النفسية ضد جار مسالم. لكن هذه الاستراتيجية لا تكشف سوى عن عدم الاستقرار الداخلي للنظام، الذي يزداد عزلة، ويرى في المغرب هدفاً سهلاً لتوجيه الأنظار بعيداً عن قصوره الداخلي.

ومع ذلك، فإن هذا الهجوم الإعلامي على المغاربة لا يمكنه أن يخفي عيوب نظام لم يعد يمتلك أية مصداقية. فالجزائر تستحق قيادة قادرة على بناء جسور، لا جدران من العداء. طالما ظلت هذه الطغمة العسكرية في السلطة، متشبثة بالتلاعب بالكراهية والتفرقة، سيظل الشعب الجزائري محرومًا من مستقبل مزدهر وسلمي، محتجزاً من قبل طبقة حاكمة ترفض التخلي عن السلطة.

حان الوقت للنخب والمثقفين الجزائريين للوقوف ضد هذا الخطاب الرجعي والنضال من أجل جزائر حرة تحترم جيرانها، وتستعد لبناء مستقبل مشترك في المغرب العربي. فالإهانة هي سلاح الضعفاء، وكل استفزاز إضافي لا يكشف سوى عن الخوف وعدم الكفاءة لأولئك الذين يروجون له.