/ محمد أبوسهل /
ببالغ الأسى و الألم نودع عبد القادر لشهب ، و في الفاجعة نفتقد رمزا آخر ، يعتصرنا الوجع و لا نقول إلا ما يرضي الله …و نحن نفتقد السي عبد القادر…اللاعب الكبير و الديبلوماسي و السفير ، و هو قبل كل شيء الصديق المثقل بالقيم الإنسانية ، العاشق للحياة ….
السي عبد القادر إستنشق أولى النفحات في ثالث عشر يوليوز 1954 بوجدة ،من عائلة محافظة جذورها في أحفير ، نشأ و ترعرع و عاش طفولته الجميلة في حي بودير ، كازابلانكا…جلبه عشق الرياضة في المدرسة و مارس انواعها ، ألعاب القوى ، الريكبي ، و كرة القدم دون التفريط في الدراسة …إلتحق ب الإتحاد الإسلامي الوجدي سنة 1871 و آطره مصطفى بلماحي و الملحاوي و إعتنى به رئيس الفريق أحمد جمال الدين في المسار الحياتي ، و تحول معارا إلى المولودية الوجدية لموسم 73-74 ضمن جيل : الأخوين الفيلالي محمد و امبارك – جويط – مصطفى – محمد مرزاق – مغفور – لشهب – بلحيوان – السميري – الطاهري ….و المدرب محمد العماري ، و شارك مع الفريق الوجدي في منافسات كأس محمد الخامس 1975حيث إنهزمت المولودية أمام فريق دينامو موسكو 0-3 و إنتصرت على فريق أستوديانتيس الأرجنتين ب 2 -1 و عبد القادر لشهب موقع الهدفين في د 41 و د 85 و من وجدة إلى الدار البيضاء حاصلا على البكالوريا، لمواصلة الدراسة و اللعب للوداد بمساعدة احمد جمال الدين في فترة حاول فيها مسيرو الإتحاد القاسمي الضغط لضمه !!!
و في الدار البيضاء و الوداد ، تحت إشراف عبد الرزاق مكوار دخل السي عبد القادر محطة أخرى ، ساهم فيها في الفوز ب لقب البطولة في ثلاثة مواسم تواليا 1975- 76 و 1976 – 77 و 1977 – 78 و لقبي كأس العرش في سنتي 78 و 79 ، و يعيش مساحة زمنية راقية في الحياة الرياضية مع : أحمد – زاكي – عبد الحق – كمال – كايتا – مجاهد – العربي – شيشا – لشهب – عبد الخالق – بيتشو – الشريف – ابريجة – اسحيتة – صابر – أبوعلي- باعني …و بقيادة الدوليين المحترفين و المربيين مصطفى بطاش و محمد الخلفي ….
و لعب السي عبد القادر لمنتخب الشبان و الكبار في 15 مباراة ، و حالت الدراسة على مشاركته في ال كان بغانا 1978 …
و عند إنهاء الدراسة ديبلوماسيا إلتحق بالشغل في المجال ب سويسرا موظفا، ثم سفيرا للمملكة المغربية في عهد المغفور له الملك الحسن الثاني ب كندا 1998 و في عهد الملك محمد السادس حفظه الله في اليابان 2003 ثم روسيا في 2008 , و تفاعل معه الرياضيون أكثر مسيرون و جماهير و إعلام بمناسبة مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم بروسيا 2018 …و هو الرياضي اللاعب الموهوب و المثقف و الديبلوماسي الوطني المحنك و الوفي ، الهادئ المتواضع …كيف لا و قد تربى في وسط محافظ مشبع بالثقافة الشعبية في الشرق ، اطره مسيرون مرجعيون، مربون : أحمد جمال الدين و مصطفى بلهاشمي في وجدة و عبد الرزاق مكوار في الدار البيضاء إضافة إلى مدربين كبار ، عاشق للحياة ، مدمن على الرياضة و شغوف بالعلم و الكتابة ، شاعر باللغتين العربية و الفرنسية تفاعل مع اللغة و طرز الكلام و نظم القصائد في وقته الثالث … نحج اسريا و لم يتنكر لجذوره و لم ينسى المحيط و حافظ على نسيج الروابط ، مؤخرا كان كل صباح في فضاء ب شارع غاندي يستحم بطلعته مجموعة من اصدقائه: الحاج بوجمعة المرحوبي – سعيد بنمنصور – مصطفى شكري -امين المرحوبي ….و للأسف غيبه الوهن و المرض قبل الموت ، و إنتقل مضطرا إلى مصحة في بوسكورة و بعد فترة في العناية المركزة غادرها في كفن ….مخلفا مسارا مميزا جعله مواطنا فريد زمانه ، حمل الوطن في قلبه و ترافع من أجله في الداخل و في المهجر معتزا بالانتماء و مجسدا قيمة التكوين في فضاءات الحياة ، البيت المدرسة والملعب و الجامعة ثم السفارة و بالأساسي في القيم الإنسانية و نبل الأخلاق ….
و هكذا عند فجر الأحد الأخير طلع النبأ ….السي عبد القادر سلم الروح لباريها و غادر إلى دار البقاء ….
السي عبد القادر …وداعا …..سلام الله عليك مقدار ما إفتقدناك ، و سلام الله عليك مقدار ما أحببناك و مقدار ما بكيناك ….
السي عبد القادر ….ستبقى معنا … لن ننساك …
/ محمد ابوسهل /